تخوض زوهرة دراس أول انتخابات إقليمية لها بمدينة أميان ( رين ليك) شمال باريس، لصالح الحزب الاشتراكي، وذلك رفقة فرانيس ليك، وهو منتخب منذ 30 سنة ونائب رئيس الجهة. وزوهرة دراس تعتبر هذه المشاركة السياسية هي الأولى لها بالانتخابات، فهي من الوجوه المعروفة بالمنطقة من خلال عملها كوسيطة إدارية بمدينة أميان ميتروبول منذ 38 سنة وكذلك كمناضلة نسائية وجمعوية و تترأس جمعية الضفتين وكذلك مسؤولة بالكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفرنسا. وتخوض الزوهرة دراس هذه الانتخابات في أجواء جد إيجابية والتي سوف يتم دورها الأول في 22 مارس، والدور الثاني في 29 مارس المقبل، ورغم أجواء التفاؤل، فالمهمة صعبة لتصاعد قوة اليمين المتطرف والصعوبات التي يعرفها اليسار بالحكومة، وهو ما تكون له عادة نتائج سلبية على الانتخابات المحلية. كانت المفاجأة كبيرة مساء يوم الجمعة الماضي بضواحي مدينة أميان، حيث حضرت للمشاركة في الحملة الانتخابية بالمنطقة ولمساندة الزوهرة دراس وزيرة التربية الوطنية نجاة فالو بلقاسم، وكان شعور كبير بالاعتزاز يغمر سكان هذا الحي الصغير (رين ليك)، لأن الوزيرة ابنة الحي ، التحقت بأسرتها سنة 1982 في إطار التجمع العائلي وكان عمرها 4 سنوات عندما غادرت رفقة أسرتها شمال المغرب. ودرست به في سنوات الابتدائي، وهي إشارة ايجابية، وتعني أن أبناء هؤلاء الأحياء الهشة بضواحي أميان يمكن أن يصبحوا بدورهم وزراء للجمهورية كما هو الشأن بالنسبة لنجاة افلو بلقاسم. هذا الشعور الخاص عبرت عنه الوزيرة في كلمتها أمام الحاضرين.» لا يمكنكم أن تتصوروا شعوري وأنا اليوم بهذا المكان، وأنا لست من النوع الذي يترك المشاعر تغمره، لكن اليوم أنا في فضاء طفولتي. لا أحب الحديث عن نفسي عادة، لكن اليوم الوضع مختلف.» ودعت الجميع في هذا المركز الاجتماعي الذي تزوره إلى الاستمرار في العمل، لأن الغيتوهات توجد فقط في الرأس» الزوهرة دراس هي متزوجة بأحد أبناء هذه المنطقة، وأم لطفلتين، وتعمل بهذه المدينة منذ عدة عقود، لم تكن تنتظر هذا الدعم من العيار الثقيل، كما أنها متفائلة بتحقيق نتيجة إيجابية بهذه المقاطعة، لأن اليسار موحد في هذه المنطقة حيث تتلقى دعم حزب الخضر والحزب الشيوعي، وهي وحدة نادرة اليوم بفرنسا في مختلف المناطق التي تشهد هذه الانتخابات. الوزيرة في هذا التجمع ذكرت الحاضرين أن « اليمين واليسار بفرنسا لا يتشابها» وأضافت أنه عليهم «محاربة اليمين المتطرف» هذا الحزب الذي أصبح يهدد بتحقيق نتائج تتجاوز اليمين واليسار كما حدث بالانتخابات الأوربية. في هذه القاعة التي كانت ممتلئة عن آخرها، والتي جاءت لاستقبال ابنة المنطقة، كل الحاضرين كانوا يطلبون بصورة «سيلفي» مع الوزيرة وعلامات الفخر تبدو على وجوههم.لأن ى بنات الحي وصلت إلى أحد أعلى المسؤوليات السياسية بالجمهورية الفرنسية. أما الزوهرة دراس فكانت جد سعيدة بهذا الدعم من الوزن الكبير، والتي لم تكن تنتظره بهذه المنطقة البعيدة عن باريس وأجوائها. الزوهرة دراس صرحت للاتحاد الاشتراكي أنها تعتز بهذه الوزيرة التي تفتخر بأصولها المغربية، وأضافت أن الحضور كان قويا خصوصا من النساء اللواتي أتين بقوة لدعم هذه المرأة التي تقود إحدى أصعب المسؤوليات بالجمهورية وهي التربية الوطنية.» الوزيرة في كلمتها قدمت الدعم لزوهرة دراس التي تمثل النجاح في المجال المهني والجمعوي، حيث كانت دائما حاضرة لدعم كل من عائلات هذا الحي والذي تسكنه عائلات من مختلف الأصول والبلدان. وطلبت الوزيرة بزيارة الحي والشقة التي ترعرعت بها رفقة أسرتها عندما كانت تقطن مدينة أميان، والجميع شاهد ولاحظ التأثر الوزيرة عند توجهت الى الحاضرين في هذا التجمع، حيث لم تكن تتحدث لهم كوزيرة أو مسؤولة بالحزب الاشتراكي، بل كانت تتحدث لهم إحدى بنات هذا الحي تعلمت الخياطة بالمركز الاجتماعي للحي كما أنها بدورها كانت تعطي دروس الدعم لأبناء هذا الحي في نفس المركز. الزوهرة دراس شكرت الوزيرة لهذا الدعم الكبير لها واليسار الموحد في هذه الدائرة، وكيف أن زيارة الوزيرة صالحت أبناء هذا الحي مع السياسة والسياسيين، خاصة النساء الذين يلعبون دورا كبيرا في دفع أبنائهم الى المشاركة في هذه الانتخابات.وقالت الزوهرة إنها لن تنسى هذه اللحظات الخاصة في هذه الحملة الانتخابية بسبب هذا الدعم الذي لم يكن منتظرا خاصة أنه تم وتحقق بفضل إحدى فتيات هذا الحي التي أصبحت اليوم مسؤولة كبيرة بالحكومة الفرنسية.