ارتفعت مبيعات أجهزة الإنسان الآلي او الروبوت للأغراض الصناعية بنسبة 27 في المئة خلال 2014 على مستوى العالم مدفوعة بنمو الطلب لدى صناعات السيارات والالكترونيات خاصة في الصينوكوريا الجنوبية. وتطرح هذه النسبة تساؤلات عديدة حول دخول الربوتات القوي الى صناعة الالكترونيات والسيارات، وآثارها الاجتماعية على تخفيض أعداد العمال ورفع مستويات البطالة. وقال الاتحاد الدولي لأجهزة الإنسان الآلي إن نحو 225 ألف جهاز بيعت في 2014 ثلثاها تقريبا في آسيا. ودخلت الربوتات مختلف المجالات الصناعية والطبية والعسكرية، وظهرت منها أجيال ذكية، تستطيع التعامل مع المواقف المتغيرة، باستشعار تلك المواقف، وإعادة برمجة معطياتها، وفقاً لنتائج تلك الاستشعار. وتعتقد شركة فوكسكون المتخصصة في صناعة الإلكترونيات، أن الروبوتات ستتحمل قريبا عبء العمل الأكبر في الصناعات الالكترونية، مع أن هذا القطاع ما يزال بصورة كبيرة يعتمد على العمالة البشرية لتجميع المنتجات. وأوضح الاتحاد الدولي لأجهزة الإنسان الآلي أن المبيعات في الصين وهي بالفعل الأكبر في سوق أجهزة الإنسان الآلي البالغ قيمتها 9.5 مليار دولار قفزت 54 في المئة إلى نحو 56 ألف وحدة. وتوفر الصين 30 جهازا فقط لكل عشرة آلاف عامل في الصناعات التحويلية مقارنة بما يصل الى 473 عاملا في كوريا الجنوبية، لكنها تجاهد في الوقت الراهن لزيادة هذه النسبة نظرا لارتفاع الأجور. وقالت غودرون ليتزنبرغر، السكرتير العام للاتحاد الدولي للروبوتات، ومقره فرانكفورت، ألمانيا، «تضطر الشركات للاستثمار أكثر من أي وقت مضى في الروبوتات لتصبح أكثر إنتاجية ولترفع الجودة». وأضافت «في المرحلة الحالية يشمل ذلك صناعة السيارات، لكن في السنتين أو الثلاث سنوات القادمة سوف تكون مدفوعة من قبل صناعة الإلكترونيات». وقال الرئيس التنفيذي لشركة فوكسكون تيري جو إنه يأمل يوما ما في أن ينتشر «جيش من الروبوتات» في مصانع الشركة، باعتبارها وسيلة لتعويض تكاليف العمالة وتحسين الصناعات التحويلية. وقال جو العام الماضي إن لدى الشركة بالفعل مصنعا مؤتمتا بالكامل في مدينة تشنغدو الصينية، قادرا على التشغيل 24 ساعة في اليوم والأنوار مطفأة، لكنه رفض كشف المزيد حول تفاصيل هذا المصنع، وتضيف فوكسكون 30 ألف روبوت صناعي إلى مرافقها في كل عام، بحسب جو. وكانت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدةوألمانيا أكبر الأسواق العام الماضي بعد الصين وفقا لبيانات الاتحاد الذي أشار الى أن الأسواق الخمسة تشكل ثلاثة أرباع كل المبيعات على مستوى العالم. ووفقا للخبراء، تعد صناعة السيارات إلى حد بعيد أكبر زبون للروبوتات في الصين، وهو ما يمثل نحو 40 بالمئة من الروبوتات في العملية التشغيلية، وذلك مع كون الصين على حد سواء أكبر سوق للسيارات في العالم وأكبر موقع لإنتاجها. وقالت ليتزنبرغر إن شركات صناعة السيارات الأوروبية، مثل فولكس فاغن ودايملر التي استثمرت بكثافة في الصين، تجلب روبوتات التصنيع الخاصة بها معها. ويمكن للروبوت أن يصمم لكي يعمل لوحده، وبإضافة شيء من الذكاء يمكن للروبوت أن يدير مصانع ويحرك طائرات وقريبا سنرى سيارات القيادة الذاتية، وهناك مزارع ومصانع تدار بأفراد قلة ما يعني أن نسبة البطالة سترتفع في العالم بأسره. وحول تأثير الربوتات على ملايين العمال، أجرى مركز أبحاث الرأى العام الأميركي «بيو» مسحا شمل أكثر من ألفي خبير تكنولوجيا حول تأثير تزايد الاعتماد على الربوتات الآلى على حياتنا وبخاصة على توظيف العنصر البشري. وقد حدد المسح عددا من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل وليس إلى الخوف من تنامي دور الإنسان الآلي. ويقول مؤيدو هذه التكنولوجيا إنها ستؤدي إلى تحرير البشر من الأعباء اليومية لكي يبتكروا أنواعا جديدة من العمل، أما المعارضون فيقولون إن الموجة الجديدة من الربوتات ستركز بصورة أكبر على الوظائف الرفيعة وهو ما سيجعل الكثيرين من العمالة عالية المهارة بدون عمل فلا تجد بديلا عن الوظائف منخفضة الأجور أو المعاناة من البطالة الدائمة. وبشكل عام فإن أغلبية الخبراء الذين شملهم المسح يعتقدون أن الربوتات ستسيطر على مجالات مثل الرعاية الصحية والنقل والإمداد والتموين وخدمة العملاء وصيانة المنازل بحلول عام 2025. وفي الوقت نفسه، مازال الخبراء منقسمين حول طبيعة تأثير هذه التطورات على الاقتصاد وسوق العمل خلال العقد المقبل، حيث يرى أكثر من النصف أن التأثير سيكون إيجابياً عندما يعمل الروبوت مع البشر من أجل القيام بكل الوظائف الحالية وخلق وظائف جديدة تماما، كما فعل المجتمع عندما قامت الثورة الصناعية.