شهدت مدينة مارتيل مساء يوم السبت 28 مارس 2015، حدثا سياسيا وعرسا نضاليا بامتياز، حضرته العديد من الوجوه السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية، التي أبت إلا أن تشارك الاتحاديات والاتحاديين مؤتمرهم الإقليمي الثاني بعمالة المضيقالفنيدق الذي انعقد تحت شعار »من أجل تأهيل سياسي حقيقي للمنطقة» . هذا المؤتمر المنعقد تحت إشراف الكتابة الجهوية لجهة طنجةتطوان ، و الذي احتضنت جلسته الافتتاحية القاعة الكبرى للمدرسة العليا للأساتذة بمارتيل، تميز بحضور الاخوين مصطفى عجاب و محمد درويش عضوي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الى جانب الاخ الموموحي الكاتب الجهوي، وعدد من المناضلين . وفي بداية الجلسة نوه الأخ الكاتب الجهوي بالدينامية الحزبية التي يعرفها الحزب على المستوى الوطني وعلى المستوى الجهوي، والتي أفرزت تجديد جميع الهياكل الحزبية بالجهة، مؤكدا أن الحزب على المستوى الجهوي قارب على استكمال مؤتمراته الإقليمية ولم يتبق سوى مؤتمر واحد بعمالة الفحص أنجرة المزمع عقده في القريب العاجل، مشددا على أن هذه المؤتمرات أفرزت قيادات جديدة و شابة، من شأنها أن تعيد التنظيم الحزبي إلى واجهة العمل السياسي والجماعي في مجموعة من المواقع والمدن التي كانت ومازالت قلاعا اتحادية. كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر ألقاها الأخ محمد أشبون، والذي ذكر خلالها بالمراحل التي قطعها الاتحاديون بالإقليم من أجل الوصول إلى هذه المحطة ، مشددا في كلمته على الشعار الذي اختاره اتحاديو الإقليم لمؤتمرهم، والذي يعكس طبيعة المرحلة التي يعيشها المواطنون بالإقليم، سيما وأن المشهد السياسي به يتسم بالنكوص والتشويه والإساءة للعمل السياسي، وعرقلة مشروع الانتقال الديمقراطي، مؤكدا أن ما يعرفه الإقليم من ترحال سياسي بشع يعد احتقارا لصوت المواطنين وإرادتهم، وأن احتضان ذلك من طرف بعض الأحزاب سوف لن يساعد بلادنا على بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يحقق لمواطنيه الحرية والعدالة الاجتماعية و التنمية الاقتصادية. وعن التجربة الجماعية الحالية بجماعة مارتيل والمضيق، أكدت كلمة اللجنة التحضيرية أن هاتين التجربتين جاءتا كتغيير للتجربة الاتحادية التي بصم فيها الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بصمة قوية وشعبية من خلال مواقف سياسية رائدة ،سواء في «حرب تحرير الشواطئ» ومعركة ساحة المضيق و الاحتجاجات ضد شركة أمانديس، و«الحرب «ضد أصحاب المقالع التي أدى خلالها الأخ البطيوي ضريبة السجن، لكن للأسف ،يقول الأخ أشبون ، تحولت مقرات جماعية إلى معاقل للفساد والسمسرة والرشاوى والنصب والاحتيال، وهو ما أفضى إلى عزل الرئيس ونائبه الأول بمارتيل ورفض الحساب الإداري بالمضيق. الأخ مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، في كلمة توجيهية ألقاها بالمناسبة، وبعد أن اعتذر عن عدم تمكن الكاتب الأول للحزب من الحضور إلى مدينة مارتيل لالتزام طارئ جعل مسألة حضوره مستحيلة، وبعد استعراضه لمرامي انعقاد المؤتمرات الإقليمية، والتي قال عنها إنها فرصة من أجل تجديد الطاقات الحزبية وانفتاح الحزب على الكفاءات والطاقات التي يختزنها المجتمع المغربي والتي ولاشك أنها من الضروري أن تجد لها موقعا داخل الحزب، وأضاف الأخ عجاب أن الاستحقاقات القادمة التي هي ذات بعد جهوي تشكل محطة مهمة لدعم المؤسسات الديمقراطية المحلية وتأهيل العمل السياسي ودعم المسار التنموي الذي تعرفه مختلف مناطق المغرب خاصة منها مناطق شمال المملكة غير أن هذه الحكومة، يقول عضو المكتب السياسي، تريد الدخول إلى هذه الاستحقاقات بدون قوانين انتخابية تتلاءم و طبيعة المرحلة، مشددا ان الاستحقاقات القادمة يجب ان تعكس الأبعاد الاخلاقية والسياسية والاجتماعية التي تضمنها دستور 2011، داعيا الحكومة الى الاسراع بتنزيل المقتضيات الدستورية لضمان تخليق الحياة العامة والحكامة الجيدة وإشراك كل مكونات المجتمع محليا وجهويا في تدبير الشأن العام المحلي ،بشكل يوافق سعي المغرب لتعزيز بنائه الديمقراطي ويتجاوب مع متطلبات التنمية المستدامة وتطلعات الساكنة المحلية، خصوصا وأن هذه الحكومة ومن خلال برنامجها الانتخابي رفعت شعارات كبرى متمثلة في محاربة الفساد والاستبداد، حيث كان من المفروض على الحكومة الحالية أن تقوم بتنزيل وتفعيل مقتضياته الاصلاحية، لكن الذي حصل هو أن هذه الحكومة ذات النفس المحافظ تلكأت في القيام بهذه المهمة، وتلوك الحديث عن الإصلاح دون إجراءات حقيقية تترجم ذلك، لأن الإصلاح لا يتحقق بالشعارات والخطب، بل بالتشريعات كما هو معروف في كل الديمقراطيات، وحتى المناسبات القليلة التي صاغت فيها هذه الحكومة مشاريع قوانين تنظيمية لأجرأة الدستور، لاحظنا عموما أن تلك المشاريع تطبعها روح المحافظة والنكوص، ما يدفع للقول بكون الحكومة الحالية وعوض أن تنزل مقتضيات الدستور بنفس التوجه الإصلاحي، تقوم بتبديده بتأويلات غاية في المحافظة والتراجع. واشار مصطفى عجاب في كلمته الى أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وانسجاما مع قناعاته الايديولوجية، ملتزم بمشروعه «المجتمعي الحداثي التضامني» القائم على «مبادئ التشاور والتشارك والإيمان بالاختلاف» من أجل مواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الآنية والمستقبلية المطروحة على المغرب والمساهمة في مسار التنمية كاختيار وطني لا محيد عنه. وعن الوضع العربي ، قال عضو المكتب السياسي، إن ما تعيشه المنطقة العربية يدعونا نحن كأحزاب ديمقراطية و تقدمية إلى مواجهة التيارات المتطرفة، والتصدي للتوجهات التي تسعى إلى استعمال الدين في السياسة ، وذلك دفاعا عن الدين الإسلامي وجعله في مأمن من هذه الظواهر المتسمة بالتطرف، مؤكدا في ختام كلمته أن إقحام الدين في التنافس السياسي هو الذي أدى إلى تنامي هذه الظواهر التي تعيشها البلدان العربية . وبعد الجلسة الافتتاحية كان للمؤتمرين موعد مع جلسة لمناقشة مختلف الأوراق المعروضة عليهم في هذه المحطة النضالية ولانتخاب جهاز الكتابة الإقليمية، حيث أشرف الأخ محمد درويش على استكمال محطة المؤتمر ، و في كلمته بالمناسبة شدد عضو المكتب السياسي، على أن المحطات التنظيمية التي يشرف على تأطيرها الحزب في مختلف مناطق المغرب، تسعى إلى تعزيز هياكل الحزب التنظيمية أكثر فأكثر، حتى يكون حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مستوى الرهانات والاقتراب أكثر من قضايا ونبضات المجتمع والاستجابة إلى مطالبه، منوها في الختام بالتفاهم الحاصل بين جميع الاتحاديين بالإقليم من أجل إخراج جهاز إقليمي قوي للتحضير للمرحلة المقبلة. لائحة الكتابة الإقليمية محمد لشقر كاتبا إقليميا للاتحاد الاشتراكي بالمضيقالفنيدق، باقي الأعضاء. حسن المرابط، وياسين يكور، ومحمد أشبون، ومحمد اولاد حمو، وحسن فاتح، واليوبي محمد، ومحمد بنحساين، وخليل جباري، ومحمد حجاج، ونور الدين البخاري، والشتيوي ادريس، ومحمد البطيوي، وعبد الله هروس، والمقدم محمد، وادريس بوناب، وعبد الفاضل الجيدي، ومنصف المرابط، وعبد السلام اكردان، وهشام الخطابي، ونعيمة بن صالح، و لطيفة علوي، و صوصي ربيعة الحلفاوي،