استحضارا لروح شهيد الديمقراطية الراحل عمر بنجلون، نظم مكتب فرع أكدال للاتحاد الاشتراكي لقاء تواصليا في موضوع اليسار والمسألة الدينية حضره عدد هام من مناضلي الحزب بفاس، هذا اللقاء الذي يدخل في إطار برنامج يهدف إلى التواصل والحوار وتبادل الآراء، وطرح الأسئلة المقلقة لكافة المناضلين حول ما آلت إليه الأوضاع الحزبية بفاس . استحضارا لروح شهيد الديمقراطية الراحل عمر بنجلون، نظم مكتب فرع أكدال للاتحاد الاشتراكي لقاء تواصليا في موضوع اليسار والمسألة الدينية حضره عدد هام من مناضلي الحزب بفاس، هذا اللقاء الذي يدخل في إطار برنامج يهدف إلى التواصل والحوار وتبادل الآراء، وطرح الأسئلة المقلقة لكافة المناضلين حول ما آلت إليه الأوضاع الحزبية بفاس . أطر هذه الجلسة النضالية الأخ محمد بوبكري عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي الذي أشاد بمثل هذه المبادرة ودعا إلى تكثيف اللقاءات حتى يسترجع الحزب مكانته التاريخية في قلعة فاس الاتحادية، ثم تساءل عن المنهج الديمقراطي بدون الرجوع إلى نظريات التنوير الفلسفية ؟ وكيف يمكن إنتاج فكر سليم لإنتاج معرفة حول ذواتنا؟ وكذا النظرة الصحيحة حول الإسلام، وهل يمكن اعتبار الدين سياسة وتحويل مضامينه إلى برنامج انتخابي؟ وأشار الأخ بوبكري إلى أننا كنا نفسر كل الظواهر بالصراع الطبقي، كان الفكر التقليدي يقف سدا منيعا أمام الحداثة، في حين أن تفكير اليسار المغربي تفكير دوغمائي لا يعير أي اهتمام للعوامل الذاتية، كما أنه لم يمنح للمسألة الثقافية ما تستحق ولم يواجه الفكر السلفي والسلطة بشكل معقلن، وكان الفكر اليساري يتحدث عن الجماهير وكأنها واعية كل الوعي ويدفعها للصراع مع السلطة مما نتج عنه عوائق في المشروع اليساري! فعندما ظهر الإسلام السياسي يقول الأخ بوبكري: فوجئنا به، وكنا نعتقد في السبعينات أن المشاكل حلت ولكنها تقوت وتصاعدت ولم نتمكن من الحسم فيها، وبالتالي أهملنا المسألة الثقافية واعتقدنا أن الفكر الرجعي سيختفي، مما جعلنا اليوم أمام عوائق حقيقية على طريق الحداثة، كما أننا أهملنا مسألة التراث وأصبح وعينا به ضعيفا مما يعيق محاولتنا لبناء مجتمع ديمقراطي اشتراكي. ثم تساءل الأخ بوبكري حول ظاهرة الفكر الوهابي الذي شجعت الدولة انتشاره؟ هذا الفكر الذي تغلغل في عقول الجماهير وحاصر التنوير حتى داخل اليسار، ولذلك فنحن سلفيون ومنشدون إلى الثقافة التقليدية!! إن المشكل الحقيقي في المغرب مشكل ثقافي والخصوم يستغلون ذلك ويعرقلون وصولنا إلى وعي الجماهير رغم ما نحمله من أفكار تنويرية، فهل عقل المواطن المغربي حر؟ وهل نفكر بحرية؟ نحن لا نرى كل شيء ولا نمارس الحرية مما جعلنا لا ندرك مجموعة من الأشياء وهل الاتحاد « الاشتراكي ينتج فكرا معرفيا؟ نحن لا نتعاطى مع الدين بشكل عقلاني، ولا نملك الشروط لوضع حد للفكر الأصولي، وباستطاعتنا أن نستفيد من تجربة الفكر التنويري الفرنسية والمصرية، لقد أصبح المواطنون يرفضون الانخراط في اليسار، لذا لا يمكن أن نفكر خارج التعاطي مع الدين، لأن الأصولية تحولت إلى سلاح دون مقاومتها في هذا البلد، فهل السياسة واردة في القرآن؟ وكذا مفهوم الدولة؟ فحتى الرسول ( صلم) لم يوص بالخلافة لأحد إلا أن الفقهاء ابتدعوا كثيرا من الأشياء فنحن لا نجد أيضا مفهوم الدولة في القرآن، وحتى الدول الإسلامية التي تعاقبت على الحكم سميت بانتمائها إلى أسرها، إن القرآن الكريم والدين الإسلامي واسع ولكن خصوم الديمقراطية والحداثة يريدون إقحام الإسلام في السياسة الضيقة. وخلص الأخ بوبكري في عرضه ليطرح مجموعة من الأسئلة الكبرى المتعلقة بفصل الدين عن الدولة وفتح باب التجديد والاجتهاد؟ مؤكدا أن هناك إمكانيات لدحض المفاهيم المتطرفة، ولا يتسني ذلك إلا إذا امتلكنا مشروعا ثقافيا لنتحول إلى مجتمع ديمقراطي، لأن التغيير لا يأتي بالشعارات ، ولا يمكن التغيير بالعوامل الاقتصادية فقط بدون تجديد فكرنا الديني، لأن القبيلة مازالت قائمة، والزاوية لا تسكن في المجتمع بل إنها تسكننا، ولذلك إذا لم نحل المشكل الثقافي لن تكون هناك مواطنة، هذه أطروحة أدافع عنها باستمرار بما فيها العامل الديني، وإذا لم نعرف تدبيرها سيعصف بكل شيء لذا لا وحدة وطنية بدون حل للمشكل الثقافي. وقد أغنى المناضلون العرض بتساؤلات انصبت على كتابات المرحوم الجابري وكذا العروي، وتساءلوا عن المشروع الثقافي للحزب، معتبرين الدين مدخلا أساسيا لمخاطبة الجماهير التي فقدت الثقة في السياسة، زيادة على التفكير في وسيلة لاختراق الجماهير بوضع إيديولوجية تنسجم مع مغرب اليوم مستحضرة العولمة والبطالة وغير ذلك من المشاكل التي يتخبط فيها المغرب. وفي ردوده أكد الأخ بوبكري أنه لا يمكن أن يخوض في المجال السياسي في هذا اللقاء رغم أن له الكثير من المؤاخذات والانتقادات لأنه التزم بالبرنامج الذي وضعه مكتب فرع أكدال والمتعلق باليسار والمسألة الدينية، وأكد أن إنتاجات الجابري والعروي انتاجات رائعة وأنها تصب في هذا الاتجاه، غير أننا في حاجة إلى « أنتروبولوجية» حول هذه الظاهرة، كما أننا في حاجة إلى المزيد من الدراسات، مشيرا إلى غياب معرفتنا بتفكير المواطنين ومسألة المثقف، والتنوير في المغرب في حاجة إلى تعمق لأن المثقف يطرح أسئلة مزعجة باستمرار!! ومع الأسف غاب المثقفون عن الأحزاب التي أصبحت تعيش نوعا من الجفاف الثقافي، زيادة على ذلك يقول بوبكري «فإننا لا نمتلك معرفة حول الثقافة المغربية وأدبياتنا محدودة، والواقع أن المرحوم الجابري وكذا العروي أنتجا فكريا أكثر مما أنتجه الحزب ،علما بأن حزبنا لم ينتج مؤسسات ثقافية» وأضاف الأخ بوبكري قائلا:» لا يمكن بناء مشروعنا المجتمعي بدون عقلنة وتحديث ودمقرطة، فماذا سنقول للمجتمع الذي يقاطع الانتخابات؟ وبماذا نواجه القواعد ؟ وكيف سنحرك الناس؟ ولماذا نختار الأجهزة قبل الاختيارات؟ إننا بصدد فقدان القواعد الاجتماعية أي الطبقات الوسطى التي تحمل الأفكار، فالوضع جد صعب ويجب أن نتغير لكي نغير ما فينا لذا فالمسألة الثقافية أساسية، فإذا لم يحل المشكل الثقافي ستظل القواعد متناقضة وتكثر الطوائف التي لا يمكن أن تتعايش مع مجتمع حداثي، فالفصل بين الدين والدولة شرط أساسي لممارسة الديمقراطية التي لا تقبل التكفير».