شارك الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، الى جانب أمناء سبعة أحزاب مغربية أخرى ممثلة في البرلمان، ومستشار جلالة الملك عبد اللطيف المنوني، في المسيرة الدولية ضد الإرهاب التي عرفتها تونس يوم أمس. وتأتي المشاركة المغربية في سياق التضامن المغربي الشعبي والرسمي مع الشقيقة تونس ، بعد الهجمة الارهابية التي ضربت مهد الثورات العربية، تونس، وخلفت عشرات القتلى من كل الجنسيات. وشارك في هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة «باب سعدون» في اتجاه «متحف باردو « ، عشرات الآلاف من الأشخاص للتأكيد على «أن الإرهاب ليس عدوا لتونس لوحدها، بل هو عدو مشترك للعالم بأكمله». والتحقت الوفود الرسمية التي تضم كذلك عددا من قادة العالم، يتقدمهم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والفلسطيني محمود عباس، بالمسيرة عند وصولها إلى مجلس نواب الشعب التونسي. وكان السبسي قد وجه مساء يوم الأربعاء الماضي نداء عبر التلفزيون، دعا فيه التونسيين إلى المشاركة بكثافة في المسيرة «ليعبروا عن قوة تونس وعزيمتها في مكافحة الارهاب»، ولتوجيه رسالة «للخارج بأن تونس ماضية في كفاح الإرهاب. وتأتي هذه المسيرة تتويجا لمسيرات عدة شهدتها تونس على هامش المنتدى الاجتماعي العالمي الذي اختتم أول أمس. وعرف المنتدى الاجتماعي العالمي، خاصة يوم الخميس والجمعة الماضيين، إقدام الوفد الجزائري المشارك في هذا المنتدى على الاعتداء على العديد من الناشطين الجمعويين المغاربة داخل خيمتهم بالمركب الجامعي المنار وكذلك داخل عدة ورشات. هذه الاعتداءات دفعت الوفد المغربي الى وضع شكاية لدى الوكيل العام للجمهورية ضد عناصر مجهولة . ممارسة العنف بالمنتدى وقفت عليها اللجنة المنظمة، التي تتوفر على عدد من الصور وتسجيلات الفيديو التي تثبت أن جزءا كبيرا من المشاركين في الوفد الجزائري لا علاقة لهم بالمجتمع المدني، ومارسوا العنف على باقي المشاركين، وكانوا مكلفين بمهمة حسب مختلف الشهادات وصور الفيديو التي حصل عليها المنظمون وهي مهاجمة الوفد المغربي، بل ان بيانا للجمعيات الجزائرية نفسها وصف هؤلاء للمشاركين بالبلطجية. ونظرا لذلك، قررت اللجنة المنظمة للمنتدى المتابعة القضائية لمجموعة من الجزائريين المشاركين في هذا المنتدى، وتم إخبار الحكومة التونسية وسفير البلد المعني بتونس. عبد الرحمان الهذيلي المنسق العام للمنتدى ، راسل أيضا الحكومة التونسية لإعلامها بهذه الحادثة ووجه رسالة احتجاج إلى السفير الجزائري في تونس، مبرزا أنه تم تقديم أشرطة فيديو للقضاء وللأمن التونسيين، توثق الاعتداء السافر الذي تعرض له مشاركون من المغرب. ولحسن الحظ لم تقع اصابات في صفوف الوفد المغربي، إلا العنف الذي تعرض له كمال الحبيب منسق المنتدى الاجتماعي المغربي ومشاركات من الاقاليم الجنوبية، في حين تعرض عدد من المسؤولين التونسيين بالأمن بالمنتدى الى عدة اصابات وهو ما برر المتابعة السريعة امام القضاء لهؤلاء المشاغبين الذي استنكر سلوكاتهم المشاركون في المنتدى. هذه الاحداث نتج عنها عدد من الضحايا بجروح متفاوتة منهم أرجنتيني وفرنسي كانا يحاولان تصوير علميات الشغب هذه. وأشار محيي الدين شربيت أحد أعضاء هيئة تنظيم المنتدى الى ان كل المنتديات تشهد خلافات لكن لا تصل الى العنف، وقضية الصحراء تعد إحدى أكبر هذه القضايا الخلافية بالنسبة للمنتدى الاجتماعي بتونس. وأضاف الهذيلي أن الوفد الجزائري هو أكبر وفد مشارك بالمنتدى، لكنه الأضعف من حيث المشاركة في الأشغال. ونبه الى أن عدد المشاركين من الجزائر قد تضاعف مقارنة مع السابق، فبالإضافة الى المنظمات الجزائرية المعروفة، تلقت اللجنة المنظمة طلبات من جمعيات غير معروفة ولم تحدد أشغالها في هذا المنتدى، ولا تملك دراية بمبادئ المنتدى العالمي. هذه التصريحات التي قام بها أعضاء اللجنة المنظمة أثارت سخط الوفد الجزائري الذي أحدث فوضى في قاعة الندوة الصحفية، وانقسم أعضاؤه حول الموضوع.