لم يعرف اجتماع المكتب المسير لفريق الدفاع الحسني الجديدي، الذي انعقد مساء الثلاثاء الماضي، في غياب الرئيس مصطفى مونديب، مساره العادي بعدما انفجرت الأوضاع مع افتتاح الجلسة، وغلبت عليه السجالات الثنائية. وكانت النقطة التي أشعلت فتيل الخلاف هي من له صفة ترؤس الجلسة، بعدما أعلن ممثل المؤسسة المحتضنة أن الرئاسة ستوكل إلى خليل برزوق، باعتباره نائبا للرئيس، غير أن عدم ترتيب نواب الرئيس بالمكتب المسير، دفع محمد أبو الفراج إلى الاحتجاج بقوة، ودافع عن أحقيته في ترؤس الجلسة، وكذا إقالة الرئيس. وكان ممثل المكتب الشريف للفوسفاط - حسب مصدر مطلع - حاسما، حيث طالب بالتخلي عن الصراعات الهامشية، والبحث عن السبل الكفيلة بإعادة الفريق أولا إلى سكته الصحيحة، وهذا يتطلب التريث قبل اتخاذ أي قرار يمكنه أن يعرقل مسيرة الفريق، المقبل في ظرف أقل من شهر على دخول المنافسات القارية. وسار في هذا الطرح مجموعة من الأعضاء، إلا أن الأطراف المعارضة، تمسكت بمطلبها الداعي إلى إقالة الرئيس وعقد جمع عام استثنائي لتشكيل مكتب جديد. وبعدما تيبن - حسب مصدرنا - أن ممثلي المؤسسة المحتضنة لا يساندون مطلب التغيير، وحرصهم على بقاء الأوضاع على حالها، مع اقترح تشكيل وفد لزيارة الرئيس ومناقشته حول مستقبل الفريق، وحثه على التراجع عن فكرة الجمع العام، غادر محمد أبو الفراج، نائب الرئيس، وحكيم الصغير، الاجتماع غاضبين، وأعلنا استقالتهما في وثيقة مشتركة تحمل توقيعهما. وتواصلت أشغال الاجتماع، الذي استجاب لمطلب ممثلي المؤسسة المحتضنة، بعدم التسرع والبحث عن الصيغة الأمثل لتجاوز هذه الأزمة، خاصة وأن البطولة الوطنية ستتوقف لثلاثة أسابيع، وستكون كافية للخروج بحل يرضي جميع الأطياف. وسبق هذا الاجتماع، اجتماع آخر مع الطاقم التقني، حيث أكد خلاله المدرب خالد كرامة مواصلة مهامه على رأس الجهاز التقني للفريق، وكذا الاستجابة لمطلبه بانتداب عناصر جديدة لتعزيز الفريق. وحسب مصدرنا، فقد تم الاتفاق مع لاعبي الفتح الرباطي سابقا، نور الدين السويط وحكيم أجراوي، فيما تتواصل المفاوضات مع مهاجم الكوكب المراكشي، غلايسون، الذي طالب بمبلغ 30 مليون سنتيم من أجل التوقيع لفارس دكالة لما تبقى من عمر الموسم الجاري. ومن المحتمل جدا أن يوقع اللاعب البرازيلي للفريق الجديدي، خاصة وأن المفاوضات بلغت درجة متقدمة. هكذا، يتبين أن الفريق الدكالي يعيش فوق بركان نائم قابل للانفجار في أي وقت، خاصة وأن اجتماع الثلاثاء أظهر للعيان تواجد ثلاثة أقطاب، تدفع في اتجاهات متعارضة، مما يفتح الباب أمام التأويلات، التي تذهب في اتجاه وجود أيادي خفية تحاول جاهدة السيطرة على الفريق، عبر توظيف كل الوسائل، والتي غالبا من يكون الفريق ضحيتها الأول والأخير.