تشرع الدورة الرابعة عشر من مهرجان مكناس الدولي لسينما التحريك، ابتداء من غد الجمعة 20 مارس الجاري و إلى غاية 25 منه، في تفعيل أنشطها المكثفة التي تجعل منه أحد أهم المهرجانات ذات الاختصاص على المستوى العربي و القاري...حيث ستتميز الدورة هذه السنة، بمشاركة سينمائيين من ألمانيا، وألمانيا و الكوت الديفوار... يوجد على رأسهم الألماني رايموند كروم، الذي سيقدم معرض لعب للخطوط والأشكال، ثم فيلموغرافيا استرجاعية لأشرطته، أما المخرج أندرياس هيكاد، فسيقدم لمولعي سينما التحريك عوالمه الفنية، من خلال "بطاقة بيضاء"... ف ي هذا الإطار كان ل" الاتحاد الاشتراكي" لقاء قصيرا مع أحد الفاعلين المؤثرين في هاته التظاهرة السينمائية التيتعرف تطورا مطردا على مستوى الشكل و الجوهر سعيا وراء تطوير هذا الفن التعبير جد الحساس ، وهو المدير الفني للمهرجان محمد بيوض الذي أدلى لنا بما يلي: ما جديد الدورة الحالية من مهرجان مكناس لسينما التحريك ؟ كل سنة نحاول أن ننفتح على مدرسة سينما تحريك عالمية، تكون فرصة للشباب للمغاربة للاطلاع عليها وعلى جديدها، وكذا للجمهور للتعرف على تجارب عالمية..، لذلك فهذه السنة ارتأينا أن ننفتح على التجربة الألمانية من خلال أسماء وازنة في سينما التحريك العالمية، مع استضافة أسماء عالمية أخرى كالياباني إيزاو تاهاكاتا، الذي يعتبر علما كبيرا في هذا الميدان، هذا بالإضافة تنظيم ورشات تطبيقية تهم هذا الجانب الإبداعي ، حيث أننا نؤمن، لكي تكون لنا سينما تحريك قوية ومتمكنة، لابد لنا من تكوين الشباب على هذا المستوى وهو، تكوين بطبيعة الحال عبر الممارسة والاشتغال في الورشات والدراسة..... ولكن، أيضا التكوين عبر المشاهدة، بمعنى أن الشباب المغربي، الذي يريد أن يشتغل في هذا الميدان، لابد من أن يكون لديه رصيد مهم من المشاهدات جد محترم مثلما هو الحال في مجال الكتابة والرسم.. فلا يمكن، إذن، أن نبدع من فراغ، فينبغي على شبابنا أن يلتف بعضه ببعض، والاحتكاك بالتجارب العالمية. الدورة تصل في مرحلتها الحالية إلى رقم 14 .. كيف هو تقييمكم لعامل الإقبال الجماهيري على هذا المهرجان؟ إنه إقبال جد محترم. ولنا في هذا الصدد خاصية في مدينة مكناس على مستوى هذا المهرجان، وهي أننا نبدأ بتكوين الجمهور قبلا، ثم ننظر للبرمجة، بمعنى أنه لا يمكن أن نأتي بأسماء بارزة من العالم في قاعة فارغة، فنحن نشتغل مع الأطفال..، الذين يأتون للفرجة، ومنهم من خاض هذه التجربة ( المشاهدة) وعمره ثلاث سنوات، والآن هو في عمر 14 سنة، فهو الآن متفرج حقيقي، ليس في سينما التحريك فقط، ولكن متفرج للمسرح، للمعارض التشكيلية الخ.. لذلك فنحن نحاول بطريقة متواضعة تكوين جيل من المتفرجين، وأناس يحترمون الفن.. لذلك فالعروض السينمائية التي نبرمجها يكون الإقبال عليها جد كثيف .. على ذكر عنصر الإقبال الجماهيري وتوسيع دائرة المشاهدة و التكوين.. هل من الممكن أن نرى المهرجان خارج مدينة مكناس..؟؟ نحن في اللامركزية، لا يمكن حصر جميع الأنشطة الفنية الثقافية في محور الدارالبيضاء - الرباط - مراكش، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، إن المثال الذي أذكره كثيرا في هذا الصدد، هو التجربة الفرنسية في هذا السياق، ذلك أن أكبر وأنجح مهرجاناتها لا تنظم بالعاصمة باريس، بل توجد في مدن صغيرة مقارنة مع العاصمة، وبالتالي، أرى أن المدن التي تقع خارج المحور الذي ذكرت، الدارالبيضاء - الرباط - مراكش. يكون وقع هذه النوعية من المهرجانات كبيرا. فمدينة مكناس، على سبيل المثال توجد بها سبعة أماكن يتم فيها بث العروض وتنظيم اللقاءات، ولا أرى أي مدينة أخرى يمكن أن تعطينا هذه الفضاءات، فهناك المعهد الفرنسي، سينما كاميرا 1932، المديرية الجهوية لوزارة الثقافة - مسرح محمد المنوني وفضاءات أخرى بالمدينة القديمة.... مع التذكير أن مدينة مكناس تتوفر على ثقافة سينفيلية محترمة ، حيث كان هناك ناديان سينمائيان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، هذا ناهيك أنه منذ الدورة الأولى من هذه التظاهرة السينمائية كنا نسجل بشابيك مغلقة بالقاعات، بمعنى أن الناس تأتي إلى القاعة وتشتري تذكرتها لمشاهدة الأفلام.. وأعتقد أن الأمر سيكون كذاك في هذه الدورة خصوصا وأن لدينا الآن قاعة سينمائية متوفرة على تقنية ثلاثية الأبعاد، لذلك أستخلص أنه لا يمكن أن ينظم هذا المهرجان، وبعد هذه التجارب العديدة، وفي رأيي المتواضع، خارج مدينة مكناس. ماذا تقول عن صناعة سينما التحريك بالمغرب؟ عندما انطلقنا في هذه التجربة - كانت الأمور جد محدودة، أما الآن فهناك تجارب مغربية، علما أن هناك قنوات تلفزيونية شرعت في إنتاج هذه النوعية من السينما، لذلك أرى أن قنواتنا العمومية والخاصة، أن تساهم ماديا، لكي تكون لدينا صناعة من هذا القبيل، ونحن نلح من جانبنا على التكوين وأن نكون الجسر لولوج هذا العالم الجميل، باكتشاف الطاقات الشابة المبدعة والموهوبة، فعندما يأتي طالب من مدرسة الفنون الجميلة من مدينة الدارالبيضاء وتطوان أو مدرسة السينما من العاصمة الرباط أو مراكش إلى مكناس يقول هذا هو الذي أبحث عنه، وبالتالي فمكناس ستكون في المكان والزمان اللذين سيغيران مجرى حياته.