بعد أن أعفي من الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الإفريقي، الذي كان غادره فريق النهضة البركانية، والذي كان أول ممثل لكرة القدم المغربية في هذه المنافسة، خاض فريق الفتح الرياضي أولى مباراة له برسم ذهاب الدور 32 من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، والتي استقبل فيها فريق بورتو لومي الطوغولي بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، مساء يوم الجمعة. فريق الفتح كان يعلم جيدا بأن المباريات على المستوى الإفريقي يجب أن تحسم بالميدان، وبحصص كبيرة حتى لايترك أي شيء للصدفة خاصة، وأن العديد من العوامل تتدخل في المباريات التي تجرى بملاعب الفرق الإفريقية، حيث تتحكم معطيات المناخ والملعب والإقامة والتحكيم. وحتى يتنقل إلى الطوغو بزاد كبير وبثقة عالية في النفس، تمكن فريق الفتح الرياضي من الانتصار بثلاثية نظيفة على فريق بورتو لومي الطوغولي، كان نصيب اللاعب باتنا منها هدفين : الأول له كان في الدقيقة 20 والثاني في الدقيقة 70، في حين سجل يوسوفا أنجي هدفه في الدقيقة 53 . وقد كانت الأهداف كلها من بناء هجومي اعتمد على السرعة والتركيز والتسديد واستغلال الفراغات الكبيرة، التي كان يتركها دفاع فريق بورتو لومي. اللعب الجماعي كان القوة الضاربة في فريق الفتح الرياضي، الذي عرف كيف يربك فريق بورتو من خلال الاعتماد على لعب سريع، تميز بالهجوم من وسط الميدان والأطراف،كما كان لاعبو فريق الفتح يعمدون على إنهاء هجوماتهم بأقل اللمسات، حتى تكون هناك الفعالية والسرعة والمباغتة، خاصة وأن فريق بورتو كان يلعب باندفاع كبير، وكان يجد نفسه قد وقع في فخ المرتدات السريعة، التي كانت تعطي دائما لهجوم فريق الفتح قوة عددية، وجعلته يخلق الكثير من الفرص التي سجل منها ثلاثة، وضيع منها ثلاث محاولات سانحة للتسجيل، من طرف يوسوفا وكوندي وباها. مقابل ذلك، كان يغرق لاعبو فريق بورتولومي في اللعب الفردي الاستعراضي، وهذا ما جعلهم يكثرون من المراوغات،كما جعلهم يفقدون الكثير من طراوتهم بفعل احتكار الكرة والجري بها طويلا، خاصة وأن البطولة بدولة الطوغو لم تنطلق بعد، وأن الفريق أجرى مبارتين فقط ضمن الدور التمهيدي، انتصر في واحدة وتعادل في الثانية. ومن خلال شوطي المباراة، يظهر بأن مدرب الفتح الرياضي وليد الركراكي عرف جيدا كيف يدير المباراة، بالاعتماد على اللعب الحذر في بدايتها ، والتظاهر بنهج لعب دفاعي، لكنه في المقابل،كان وبطريقة غير معلنة يغري لاعبي فريق لومي بجعلهم ينهجون لعبا هجوميا، وهذا ما جعلهم يؤدون الثمن بثلاثة أهداف نظيفة، بحيث أن مهاجمي فريق الفتح كانوا يلعبون الكرات في ظهر مدافعي فريق بورتو. أما مدرب فريق بورتو، إيفي أكوفي، فقد كان دائم التدخل من أجل حث لاعبيه على ملء وسط الميدان، والابتعاد عن اللعب الفردي، لكنه كان كمن يتكلم مع "الطرشان"، ولم ينجح في إعادة التوازن لفريقه إلا في الدقائق الأخيرة للمباراة، التي أنهاها الحكم المالي بوبو تراوري، وهو يعطي صورة رائعة عن التحكيم الإفريقي، حيث كان هذا الحكم صائبا في كل قراراته، كما استطاع أن يكون دائما قريبا من العمليات بفضل لياقته البدنية، التي لم يؤثر فيها الإيقاع السريع للمباراة. تصريحان وليد الركراكي، مدرب فريق الفتح الرياضي. " بالرغم من كوني لا أعرف أي شيء عن فريق بورتو،فإن فريقي استطاع تسجيل ثلاثة أهداف، وهي نتيجة جد إيجابية ستفتح لنا المجال للعب من دون ضغط كبير خلال مباراة الإياب، لكن ذلك لن يجعلنا نغتر كثيرا، لأن الكل يعرف كيف تدور المباريات في الملاعب الإفريقية، خاصة وأن الفريق الذي واجهناه ليس فريقا ضعيفا." إيفي إكوفي مدرب فريق بورتو لومي طوغولي "أخطأ لاعبو فريقي عندما بالغوا في الفرديات، ربما هذا راجع إلى كون المغرب قريب من أوروبا، وكان اللاعبون يريدون إبراز قدراتهم فقط لتحقيق أهداف شخصية. إضافة إلى ذلك فإن أرضية الملعب لم تكن في صالحنا، ولم تكن صالحة. خلال مباراة الإياب سنعمل على تجاوز فارق ثلاثة أهداف."