حل أول أمس بالدار البيضاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مرفوقا بالملكة رانيا العبد الله، في زيارة عمل رسمية للمغرب، وذلك بدعوة جلالة الملك. وكان في استقبال ضيفي المغرب والوفد المرافق لهما بمطار محمد الخامس ، جلالة الملك وولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأميرة للا سلمى. وكان سفير المغرب في الأردن حسن عبدالخالق أكد ان زيارة العمل الرسمية للملك عبدالله الثاني الى المملكة المغربية، تشكل فرصة تاريخية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات التاريخية والمتينة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وتندرج في إطار سنة التشاور والتواصل التي دأب عليها عاهلا البلدين بما يخدم العلاقات الثنائية وقضايا الأمة العربية والاسلامية. وأضاف في بيان صحفي أن العلاقات المغربية الاردنية تتميز بالتنسيق الدائم إزاء القضايا العربية والاقليمية، وتعززت بالتواصل والتشاور المستمر بين قائدي البلدين والمسؤولين على مختلف المستويات ،وتطابق المواقف ووحدة الرؤية بين البلدين الشقيقين في القضايا المتعلقة بتطوير التعاون الثنائي والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. وتؤطر العلاقات الثنائية الاردنية بأكثر من 60 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين الذي يشمل مختلف الميادين الاقتصادية والتقنية والثقافية، أهمها اتفاقية للتبادل الحر، واتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي. وأكد البيان أن لقاء القمة بين الزعيمين سيشكل مناسبة لإعطاء نفس جديد لعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين، في غمرة التوجه لعقد الدورة الخامسة للجنة العليا المغربية - الأردنية المشتركة للتعاون خلال السنة الحالية في المغرب. وتحذو البلدين رغبة في تطوير علاقاتهما التجارية والاقتصادية التي لا تزال دون مستوى متانة العلاقات السياسية. والملاحظ أن المبادلات التجارية بين المغرب والأردن لا تزال ضعيفة، ويميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح المغرب برصيد يقدر ب109 ملايين درهم، وفقا لأرقام مكتب الصرف. وبلغت صادرات المغرب إلى الأردن حوالي 222 مليون درهم متم 2014، فيما بلغت وارداته من الأردن حوالي 113 مليون درهم، أي بارتفاع 14,1 في المائة مقارنة مع 2013. وتأتي الأسمدة الطبيعية والكيميائية في صدارة الواردات المغربية من الأردن بحصة 40 في المائة (44 مليون درهم)، تليها المنتجات الكيميائية ب13 في المائة (15 مليون درهم)، والتمور ب8 في المائة (9 ملايين درهم). بالمقابل، يصدر المغرب للمملكة الهاشمية أساسا الأسماك المعلبة والصدفيات بحصة 40 في المائة، والأجبان بحصة 21 في المائة، والخردة والمتلاشيات ب7 في المائة. ويتجسد التعاون بين المغرب والأردن في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية بتوقيع البلدين 48 اتفاق تعاون وبروتوكول وبرنامج تنفيذي ومذكرات تفاهم. وفي ما يخص مجال الاقتصاد والمبادلات التجارية، وقع الطرفان مجموعة من الاتفاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، خاصة تلك المتصلة بالمنطقة العربية الكبرى للتبادل الحر (اتفاق أكادير)، والاتفاق العربي لتيسير المبادلات التجارية، واتفاقات التعاون والتبادل الحر التي تجمع من جهة المغرب والأردن، ومن جهة ثانية، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وعلى الصعيد الثنائي، توجت اجتماعات اللجنة المختلطة العليا المغربية الأردنية، التي انعقدت لأول مرة في يونيو 1998 بالرباط، بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجالات مختلفة. ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والمغرب إلى عام 1956، قبل سنة من تعيين المغرب لسفير له في عمان (يونيو 1957)، وقبل فتح السفارة الأردنية في الرباط بثلاث سنوات (نونبر 1959). وتجسد المستوى المتميز لهذه العلاقات أيضا، وبالدرجة الأولى، في تبادل الزيارات بين قائدي البلدين، إذ قام جلالة الملك بزيارتين رسميتين إلى الأردن سنتي 2002 و2012، كما قام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بزيارات رسمية إلى المغرب خلال سنوات 2000 و2008 و2009.