تعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية لسنة 1956، أي سنة قبل أن يعين المغرب أول سفير له بعمان (يونيو 1957)٬ وثلاث سنوات قبل فتح سفارة للأردن بالمغرب (نونبر 1959). وتميزت العلاقات المغربية الأردنية دائما بالتواصل والتشاور حول القضايا الثنائية والعربية والدولية٬ على خلفية الروابط المتميزة التي ظلت تجمع بين عاهلي البلدين. وتجسد هذا التواصل بتبادل الزيارات بين قائدي البلدين٬ إذ قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى الأردن سنة 2002، كما قام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بزيارات رسمية إلى المغرب، خلال سنوات 2000 و2008 و2009. ومن النتائج التي تمخضت عنها زيارة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب في يناير 2008، الدعوة إلى وضع تصور شامل للتعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين، لتقوية وتنويع وتسريع وتيرة التعاون الثنائي بينهما. ويشمل الإطار القانوني للتعاون المغربي- الأردني، ما يفوق 65 اتفاقية تغطي مختلف المجالات٬ أهمها اتفاقية للتبادل الحر٬ واتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات٬ واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب الضريبي في ميدان الضرائب على الدخل٬ واتفاق بشأن الخدمات الجوية . وفضلا عن ذلك٬ جرى التوقيع على اتفاقية إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين البلدين من طرف الوزير الأول المغربي ورئيس الوزراء الأردني، بتاريخ 15 يونيو 1998، بالرباط. وعقدت اللجنة لحد الآن أربع دورات (الدورة الأولى بالرباط من 15 إلى 17 يونيو 1998، والدورة الثانية بعمان يومي 24 و25 أكتوبر 2003، والدورة الثالثة بالرباط يومي 16 و17 ماي 2005، والدورة الرابعة بعمان من 19 إلى 21 يوليوز 2008). وبخصوص التعاون الثنائي القطاعي٬ فإنه رغم تطور العلاقات السياسية برعاية قائدي البلدين٬ يبقى التعاون الاقتصادي والتجاري دون الطموحات٬ كما أن علاقات التعاون في كافة المجالات الأخرى تحتاج إلى تفعيل إطارها القانوني لتحقيق الأهداف المرجوة. وفي المجال الاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري٬ انتقل إجمالي التبادل التجاري بين المغرب والأردن من 86 مليون درهم في سنة 2000 إلى 406 ملايين و 817 ألف درهم إلى حدود أكتوبر 2011. وتتكون الصادرات المغربية أساسا من المصبرات ودقيق السمك ومواد غذائية مختلفة وملابس٬ في حين تتشكل الواردات من خيوط الألياف الاصطناعية ومواد مصنعة مختلفة، ومواد بلاستيكية ومواد كيماوية وأسمدة. وفي هذا الإطار٬ جرى التوقيع بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل الأردني إلى المملكة المغربية في يناير 2008، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، ومجموعة "موارد" الأردنية٬ بهدف إنجاز عدة مشاريع مهيكلة بكل من المغرب والأردن٬ في مجالي العقار والسياحة٬ باستثمارات مالية مهمة جدا. ووضع الأردن المغرب في قائمة الدول المستهدفة في استراتيجية إنعاش الصادرات إلى الخارج وعمل على تطوير تعاونه التجاري مع المملكة. ونظمت المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية معرضا للصناعات الأردنية في المغرب خلال شهر أكتوبر 2009، بمدينة الدارالبيضاء. أما المجال الثقافي فتؤطره اتفاقية التعاون والتبادل الثقافي٬ الموقعة سنة 1976. كما جرى التوقيع على 4 برامج تنفيذية لهذه الاتفاقية، كان آخرها البرنامج التنفيذي الموقع سنة 2008، والذي انتهى العمل به سنة 2011.