كان مشروع «ملتقى الشعر العربي الإفريقي» الواعد لبيت الشعر في المغرب إلى جانب مشروعين مغربيين آخرين، من بين 54 الفائزة بمنح الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) للعام 2010. وحول هذا المشروع، أوضح الشاعر مراد القادري، عن هيئة بيت الشعر في المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بيت الشعر في المغرب تقدم فعلا هذه السنة بمشروع واعد إلى الصندوق العربي للثقافة والفنون من أجل طلب المساهمة في تمويل ملتقى الشعر العربي الإفريقي في دورة أولى، التي ارتأى البيت أن تنعقد بمدينة زاكورة من 20 إلى 22 مارس المقبل، احتفالا باليوم العالمي للشعر الذي سبق لعدة مدن مغربية أن احتضنت فعالياتِه في السنوات السابقة. وأضاف القادري أن الاحتفال باليوم العالمي للشعر سيكتسب هذه السنة طعما خاصا من خلال عقد «ملتقى الشعر العربي الإفريقي» بمدينة زاكورة، مبرزا أن هذه التظاهرة تروم بناء جسر قوي بين المدونتين الشعريتين العربية والإفريقية، وذلك للترابط والانسجام بين العديد من مكونات الثقافتين، مشيرا إلى أهمية المكون الإفريقي الزنجي في المدونة الشعرية العربية وحضوره في شتى أشكال التعبير، مما يعد تحية للقارة السمراء ولمرجعياتها الخيالية والوجدانية والرمزية و فخامتها الروحانية. كما يهدف هذا الملتقى الشعري إلى تقديم الشعراء الأفارقة للجمهور المغربي وتنشيط الفعل الثقافي بمدينة زاكورة، التي اختارها بيت الشعر لاحتضان هذا الملتقى لاعتبار أساسي يتمثل في كونها واحدة من أهم المدن العربية التي يظهر المكون الزنجي بجلاء بين نسيجها الثقافي والاجتماعي، فضلا عن كونها شاهدة على عمليات العبور الثقافي والإنساني بين المغرب وإفريقيا، خاصة في العهد السعدي، وذلك التلاقح الثقافي والحضاري بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء. ومن بين فقرات هذه الدورة الأولى لملتقى الشعر العربي الإفريقي عقد أمسيات شعرية بمشاركة شعراء عرب وأفارقة (14 شاعرا)، وإحياء أمسيات فنية موسيقية تسبق القراءات الشعرية، ستكون مناسبة لتعزيز الجو العام بالاستماع لموسيقى كناوة العريقة، وتنظيم ندوة فكرية ونقدية حول موضوع «الزنوجة في الشعر العربي» مهداة للشاعر العربي الكبير المقيم بالمغرب محمد الفيتوري، إضافة إلى إنجاز أنطولوجيا عن الشعراء المشاركين في الملتقى للتعريف بهم وبتجاربهم الشعرية. وخلص الشاعر مراد القادري إلى أن موافقة الصندوق العربي للثقافة والفنون على دعم هذا الملتقى تعد تحيةً للمغرب الثقافي والشعري الذي ساهم، عبر العصور، في دمج العنصر العربي بالمكون الإفريقي عبر حوار ثقافي، إنساني وحضاري خلاق ومنتج، كما أنها شهادة على الدينامية التي باتت تعرفها المؤسسات الثقافية المغربية وحيوية اقتراحاتها والتي كان من باكوراتها الأولى مقترح تم التقدم به لليونيسكو لتخصيص يوم عالمي للشعر. يشار إلى أن الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) قدم منحا ل54 مشروعا واعدا من أصل 480 طلبا انطبقت عليها الشروط للحصول على منحة، وتنتمي المشاريع الفائزة ل11 دولة إضافة إلى المغرب الذي تأهل منه فضلا عن مؤسسة «بيت الشعر» الشاعران المغربيان طه عدنان (مجال الأدب) ومحمود عبد الغني، إلى جانب ثمانية فائزين آخرين (مجال البحث والتدريب وبرامج التعاون الثقافي).