في لقاء موسع جمع جميع المتدخلين في المخطط الجماعي لتنمية ازمور، من مجلس بلدي و سلطات محلية وإقليمية وفعاليات من المجتمع المدني، هذا المخطط الجماعي للتنمية يحدد الأعمال التنموية المقرر إنجازها في أفق تنمية مستدامة وفق منهج تشاركي يأخذ بعين الاعتبار على الخصوص مقاربة النوع، كما جاء في المادة 36 من الميثاق الجماعي . وبعد الهيكلة لإعداد المخطط و الشروع في الورشات الموضوعاتية حول تشخيص الوضع الاقتصادي و الاجتماعي، وتشخيص وضعية البنيات التحتية و التجهيزات ، و التشخيص المجالي و المؤسساتي و المالي ، ومباشرة بعد الإطار التاريخي الذي يبين أن مدينة ازمور من أقدم المدن المغربية، و استوطنها القرطاجيون و الرومان ثم البرابرة الصنهاجيون و احتلها البرتغال خلال القرن السادس عشر وتم تسييرها كبلدية منذ ابريل 1917 . ورغم المنجزات المرتبطة بالتجهيزات السوسيوجماعية فإن حاجيات المدينة متعددة ، فعلى المستوى الصحي تفتقر إلى جميع التخصصات و مختبرات خاصة بالتحليلات، ومراكز الفحص بالاشعة ، كما أن المدينة التي يفوق عدد سكانها 40.000 نسمة، هي في حاجة إلى مؤسسات تعليمية و رياضية و ترفيهية. أما الجانب المتعلق بالاختلالات فقد عرف نقاشا كان من بين استنتاجاته تلوث مياه أم الربيع و انعدام معالجة المياه العادمة، و اختلال في المشهد الحضري و التشويه العمراني وعدم ملاءمة مجموعة من الانشطة لأمكنتها ، وعدم توفر المدينة على مقبرة بديلة ، كما أشار التشخيص المجالي إلى عدة نقط ضعف تتخبط فيها المدينة ، كانتشار ظاهرة السكن العشوائي و السكن غير اللائق و إدماج دواوير عشوائية في المجال الحضري و تشويه الطابع المعماري بالمدينة العتيقة، وضعف المناطق الخضراء )1.22 متر مربع/نسمة( وحالة الطرق المتردية وغياب تدبير معقلن للممتلكات الجماعية . ومباشرة بعد إلقاء العرض من طرف الكاتب العام للبلدية، أعطى عامل الإقليم الجديد الكلمة لمجموعة من المتدخلين أجمعوا على أن المدينة في حاجة إلى تنظيم و احترام الملك العام و إعادة الاعتبار لأزمور كمدينة تاريخية و إدماجها في استراتيجية التنمية الحضرية للجديدة الكبرى ، و استفادتها من المشاريع السياحية القريبة منها و إعطائها الأهمية بحكم الإهمال الذي عانت منه طويلا، ودعا بعض المتدخلين عامل الإقليم إلى انتداب لجن مختصة ومحايدة للوقوف على حجم الخروقات التي تتنافى و الضوابط الإدارية التي يجب الالتزام بها في قطاع التعمير، و شدد بعض المتدخلين على أن امتداد البناء العشوائي أضحى يلتهم جميع المناطق بما فيها المدينة القديمة التي مازالت تنتظر انتهاء الأشغال المرتبطة بإعادة الاعتبار لها، و التأكيد على مقاربة أمنية هادفة لمعالجة الوضع الامني الذي يعاني من نقائص عدة . وقد كان تدخل معاذ الجامعي عامل الإقليم منصفا في حق المدينة بعد أن رصد بدوره مجموعة من الاختلالات و المشاكل التي تعيشها ، و تأسف على ظاهرة البناء العشوائي و عن الضريبة التي يؤديها الوطن في هذا الإطار و أعطى مثالا بمدينة الدارالبيضاء التي اشتغل بها ، حيث اعتبر البناء العشوائي جريمة كبرى ،كما أكد على أهمية دور المجتمع المدني في خلق دينامية جديدة لكل عمل هادف و جاد، وطالب في الأخير بإعادة التأكد من بعض الأرقام التي جاءت متناقضة بين عرض الكاتب العام للبلدية وتدخل رئيس المجلس البلدي لمدينة أزمور.