توفي الشاب البوعزاوي مسهال بقسم الانعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، بعد أن أمضى به ستة أيام، عانى خلالها من آلام الحروق التي لحقته جراء صعقة كهربائية بإقليم سطات. كما قاسى في نفس الوقت من الإهمال شبه المطلق الذي لقيه بالمركز الاستشفائي المذكور. وتجدر الإشارة إلى أن جريدة الاتحاد الإشتراكي سبق لها أن أدرجت، في عدد الإثنين المنصرم، مشكل هذا المريض القادم من نواحي مدينة سطات، ومعاناة عائلته داخل دواليب المستشفى الجامعي ابن رشد. عدد من أفراد أسرة الضحية يشير بأصابع الاتهام إلى الإهمال الذي يطبع تعامل الطاقم المشرف على المرضى، باعتبار غياب التنسيق في ما بينهم، مدرجين الخلاف الذي وقع بين قسم الانعاش وقسم الحريق بالجناح 34، حيث كان قرار قسم الانعاش، الجمعة المنصرم، بنقل المريض إلى الجناح 34، لكن المشرفين على هذا الأخير رفضوا استقبال المريض بدعوى عطلة نهاية الاسبوع والاكتظاظ الذي تشهده هاته الفترة لاستقبال ضحايا الحريق. وأضاف أحد أفراد العائلة بأن ما يؤكد فرضية الاهمال بقوة، هو ما حصل للضحية البوعزاوي حيث اكتشفوا بعد أربعة أيام من دخوله قسم الانعاش بمستشفى ابن رشد، أن الحفاظات لم يتم تغييرها، كما أن الضمادات التي وضعت له في أول الحادثة، لم يتم مراقبتها أو تغييرها بدورها إلا بعد أربعة أيام حين اجتمع عدد من أفراد الأسرة داخل المستشفى واستنكروا ما يقع، ليتم تدارك الوضع بعد أربع ساعات قضاها المريض في العراء بين قسم الانعاش وقسم الحريق، لم يتوقف حينها عن الأنين والمطالبة بجرعة ماء، ليصل أخيرا بعض المتدربين، ويغيروا له الضمادات داخل غرفة جانبية وينصرفوا. وأوضح المتحدث لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن ما أثار غضب العائلة كونهم اقتنوا كل ما طلبه الطاقم الطبي في اليوم الأول لاستقبال المريض بالدار البيضاء قادما من مستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات، بما في ذلك الأدوية والواقي الطبي للعنق، لكن شيئا من ذلك لم يستعمل طيلة الأربعة أيام الأولى، والتي، حسب المتحدث، كان لها تأثير كبير في التعجيل بوفاة البوعزاوي.