إن من يعيش في الأحياء الشعبية المتناثرة عبر جهات ولاية الدارالبيضاء الكبرى، أو من تمكن من شراء «قبر الحياة» من بعض المنعشين الذين أنجزوا «شقق» أقل من 70 مترا مربعا، لابد وأن يكون قد ألف النزاعات بين الجيران التي تنطلق ، في الغالب ، لأسباب جد تافهة، وقد تتجاوز السب والإهانة والضرب والإيذاء لتصل حد القتل. إن العنصر الأساسي في هذه النزاعات، غالبا ما يكون المرأة ويليه الأطفال أو الأبناء ثم الرجل في المرحلة الأخيرة، كما نسجل من خلال ما يروج يومياً أمام المحاكم الجنحية أو الجنائية. وبالفعل، فإن الجلسات اليومية المنعقدة بالقطب الجنحي أو بمحكمة الاستئناف شارع الجيش الملكي، مقابل كوماناف تكشف عن دخول المرأة «حلبة الملاكمة» من خلال أعداد ملفات الضرب والجرح وتبادلهما والعنف والإيذاء العمدي الذي قد يفضي إلى عاهة مستديمة أو إلى القتل دون نية إحداثه، أو معها ، ثم إلى القتل العمد مع أو بدون سبق إصرار وترصد وتشويه معالم الجريمة، أو إضرام النار في مسكن أو في جار أو جارة، أو تشويه وجهها «بالماء القاطع»... هكذا سجلنا خلال جلسة الاثنين بالقاعة 9 زوالا بمحكمة الاستئناف، إدراج 60 ملفا كان من بينها 13 ملفاً لجنح الضرب والجرح والعنف والتهديد 8 منها توبعت فيها نساء و 5 رجال. ويوم الأربعاء زوالا، وبنفس القاعة، بلغ عدد الملفات المدرجة 55 ملفا منها 15 ملفاً تتعلق بالضرب والجرح والعنف بين الجيران، بلغ عدد النساء فيها 9، والرجال 6.