خلصت نتائج البحث الميداني الذي أنجزته وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية حول الكراء العقاري إلى أن ربع سكان المغرب يكترون منازل، وهي نسبة أقل مما كانت عليه بداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت تفوق 44.4 % سنة 1982، لتتراجع النسبة إلى 27.4 % خلال 2005، أما في 2008 فانخفضت إلى 25 % نتيجة مبادرة المغاربة لشراء منازلهم بدل كرائها بواسطة تحفيزات الشراء العديدة خلال السنوات الأخيرة، خصوصا سهولة الولوج إلى السلفات البنكية، بالاضافة إلى الضمانات التي قدمتها الدولة والتي من أهمها «قروض فوكاريم» وكذا الطفرة التي عرفها السكن الاقتصادي. البحث الذي يتضمن عدة إحصائيات وأرقام، جاء في سياق إعلان السلطات عن نيتها في إصدار قانون كراء جديد، إذ أكد توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، أن قانونا جديدا للكراء سيعرض قريبا على أنظار البرلمان، وسيحفز المنعشين العقاريين بهدف الاستثمار في القطاع، مشيراً إلى أن هذا القانون سيتجاوز النقائص وسينظم العلاقة بين المالك والمكتري، وأوضح أن الاختلالات والإكراهات التي تميز حاليا هذا القطاع، تجعل المنعشين العقاريين يحجمون عن الاستثمار فيه، كما سجل غياب إطار تحفيزي سواء في الجانب الجبائي أو المالي أو القانوني، بل يعد المغرب البلد الوحيد الذي لا يتوفر على منعشين عقاريين مهتمين بالكراء. البحث خلص إلى أن نسبة الطلب على الكراء ستنخفض بحلول 2020 إلى ما دون 23 %، لكنه في نفس الآن يؤكد أنه إذا كانت النسب منخفضة فإن أعداد المكترين عرفت ارتفاعا، حيث قفر الرقم من 678 ألف مكتري سنة 1982 إلى أكثر من 971 ألفاً سنة 2005، ومن المنتظر أن يصل الرقم سنة 2010 إلى حوالي مليون مكتري وفي 2020 إلى ما يفوق 1.8 مليون. أما فيما يخص الطلب، فتأتي المساكن الاقتصادية ثم الاجتماعية على رأس اللائحة ب79.5 %، تليها الشقق الراقية والفيلات بنسبة اقل من الربع، وتوصل البحث إلى أن متوسط مساحة المنازل المعدة للكراء بالمغرب يصل إلى 91.6 متراً مربعاً، بل تصل هذه المساحة في الشقق الفاخرة والفيلات إلى 159 مترا مربعا، بينما لا تتعدى في السكن الاقتصادي 61 متراً مربعاً. ويوجد السكن الاقتصادي في مقدمة المساكن الأكثر طلبا للكراء نظرا لسومته المعقولة، متبوعا بالسكن الاجتماعي ثم الفاخر، أما بالنسبة للمكترين أصحاب الدخل الجد محدود فإن المساكن التقليدية القديمة والمساكن العشوائية تأتي في مقدمة اهتماماتهم، حيث إن 51% من المساكن التقليدية المكتراة لا يتعدى دخل أصحابها 3000 درهم، و86% من المساكن العشوائية المكتراة الأخرى لا يتعدى دخل قاطنيها 3000 درهم، في حين يتجه 75 في المائة من أصحاب الدخل المرتفع والذي يتعدى 5000 درهما إلى السكن الفاخر، وبين الفئتين يتجه أصحاب الدخل ما بين 3000 و5000 درهم إلى السكن الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف الباحثون أن متوسط أعمار المكترين يقارب 41 سنة أي 3 سنوات أقل مما كان عليه سنة 2000، أما المكترون الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة فيمثلون 46 % من المجموع العام للمكترين بالمغرب، وبالنسبة للجنس خلص البحث إلى أن 83 % من المكترين هم رجال ولا تمثل النساء سوى 17 % وصنفهم البحث إلى نساء مطلقات بنسبة 30 % والأرامل 28 % والعازبات 21 %. إن الطلب على الكراء يتركز بشكل كبير في المدن الكبرى، حيث نصف العدد يتمركز في الدارالبيضاء بنسبة 22 % والرباط سلا 15 % ثم فاس 11 %، أما بالنسبة لحركية المكترين فأكد البحث أن المكتري لا تتعدى مدة سكنه بنفس الإقامة حوالي 5.2 سنوات في المتوسط، ولا تتجاوز مدة إقامة 58 % من المكترين 3 سنوات باستثناء بعض المناطق حيث مدة الإقامة قد تطول إلى 6 سنوات بنفس السكن كما هو الحال في بني ملال وسطات.