مازالت السيارات المستعملة في التهريب والتي يطلق عليها اهل الجهة الشرقية اسم « المقاتلات» تصول وتجول كعادتها محملة بكل انواع السلع المهربة ولاسيما المحروقات منها غير مكترثة بمدونة السير التي شرع المغرب في تطبيقها منذ الفاتح من اكتوبر الماضي، بل انه لوحظ بإقليم بركان مثلا ان عدد هذه المقاتلات قد تضاعف الى العشرات والتي يصر سائقوها على ان تجوب الشوارع والطرقات الرئيسية معبرة بطرق شتى عن تحديها لما جاءت به المدونة كاستعمال منبهات الصوت او الاضواء او صياح الراكبين او التلاعب بشكل بهلواني وسط الطريق وما الى ذلك من سلوكات التهور والمغامرات ف(هؤلاء لايخافون من احد كما يخاف عامة السائقين ) لذلك فهم لايكترثون بأي قانون . «احنا ديماحاسبينا خارج القانون ماشي عاد اليوم من جات المدونة او الى ما خدمناش فالتهريب شنو نديرو .. نقطعو الطريق على عباد الله وحنا عايشين فالخطر ، تصور معايا مقاتلة فيها 1500 لتر ديال البنزين الا قدر الله ووقع شي خطأ صغير راه كلشي يتحرق .. واش احنا باغيين هاد لمعيشة » بهذه العبارات علق ( ح. م) وهو شاب يمارس التهريب لأزيد من 10 سنوات لذلك فقد خبر جيدا كل ما يحيط بعملية التهريب : السرعة الجنونية، الطرقات الملتوية والوعرة، دوريات الجمارك والدرك الروتينية ، طلقات رصاص الجزائريين الطائشة . و من جهته قال مصدر مهتم ببركان « ان مدونة السير لن تستطيع لمفردها ان تحل معضلة التهريب بالمنطقة ولن يكون بمقدورها ان توقف الكوارث التي تسببها المقاتلات الاا ذا تدخلت اطراف اخرى مجتمعة ولكن لابد من تشديد المراقبة على الطرقات العمومية وفق ما تدعو اليه مدونة السير الجديدة لأنه لايمكن ان تترك هذه ( المقاتلات ) تحصد الارواح باستمرار ونحن نعيش منعطفا جديدا في منظومة السير ببلادنا » .هذا وقدعلق احد الفلاحين بإقليم بركان على الوضع قائلا « احنا مابغيناش ايوقفوا المقاتلات باش مانشريوش المحروقات بثمن غالي وراه كلشي يستفد من عملية التهريب اديال المحروقات وبها تكون الحركة بالمنطقة غير اخص سائقي المقاتلات ايديرو عقلهم فالسياقة » . من جهتها تحدثت مصادر غير رسمية عن انكباب المسؤولين بالجهة على صياغة استراتيجية محكمة لمحاربة ظاهرة السيارات المقاتلات ليس فقط بالطرقات العمومية، بل بإمكانية تشديد الخناق على المهربين بكل ( المحطات ) التي يتجمعون بها والتي تمتد على طول وادي كيس من السعيدية مرورا بأحفير وبني ادرار وحتى مطار وجدة انجاد ومعبر زوج ابغال فكل مهرب ( متعاقد) مع محطة خاصة والتي قد تكون منزلا من المنازل المتاخمة للحدود او منحدرا او حتى غارا، وهي أمكنة معلومة ومعروفة لدى القوات المكلفة بمحاربة التهريب ولم تستبعد ذات المصادر ان تتم مطاردة المهربين حتى داخل منازلهم لثنيهم عن ركوب المقاتلات التي تطرح بقوة لاسيما خلال هذه الأيام لدى الرأي العام بالجهة الشرقية... أسئلة متعددة حول كيفية التعاطي مع هذه الظاهرة والتي تضرب في العمق مصداقية مدونة السير التي تراهن على حقن دماء الابرياء والتي تسيلها باستمرار «مقاتلات» متهورة بالجهة الشرقية .