أكد محمد محب، مسؤول لجنة تنظيم المسيرة الوطنية، أن عدد المشاركين في مسيرة الوحدة فاق كل التوقعات ، وأنه تجاوز عتبة الثلاثة ملايين ونصف، مع تسجيل تعذر وصول عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات القادمين من مختلف أنحاء المغرب . وتقدمت المسيرة شخصيات سياسية، يتقدمهم الكاتب الأول وأعضاء المكتب السياسي ومناضلو ومناضلات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وقيادات نقابية ،حقوقية وجمعوية وفنانون، كما تميزت المسيرة أيضا بحضور شخصيات وطنية على رأسها عبد الرحمان اليوسفي ، ومحمد بنسعيد أيت ايدر ومحمد بوستة، بالإضافة إلى زعماء وقيادات مختلف الأحزاب السياسية، وأعضاء الحكومة ونواب البرلمان بغرفتيه، وشيوخ ومنتخبي وسكان الأقاليم الصحراوية الذين حلوا منذ الساعات الأولى لصباح أمس بالدار البيضاء للمشاركة في مسيرة الوحدة . كما تميزت المسيرة بحضور ومتابعة العديد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية ، وقد لوحظ تثبيت العديد من الكاميرات التابعة للمحطات التلفزية العالمية بمختلف نقاط المسيرة، منذ ليلة السبت . وقدد ردد المتظاهرون شعارات تؤكد على التعبئة الوطنية في مواجهة خصوم المغرب ، والوقوف في وجه الحملة التضليلية التي يمارسها الحزب الشعبي الإسباني ، وأبواق الدعاية الإسبانية وخصوم الوحدة الترابية المغربية، كما شدد المتظاهرون على الوفاء لشهداء الوحدة الوطنية ورفض الاستعمار الجديد الذي يحاول المس بسيادة المغرب على صحرائه وبمقدسات البلاد . وقال المنسق الوطني للمسيرة الشعبية، إدريس لشكر، إن هذه المسيرة الشعبية الكبرى شكلت إشارة قوية الى الشعب الإسباني للتأكيد على تشبث كافة المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة، وإدانة كبيرة لبعض الأوساط التي تحن في علاقتها مع المغرب الى المرحلة الاستعمارية. وأضاف لشكر أن المشاركين في المسيرة الضخمة قدموا نموذجا لما يمكن أن تكون عليه العلاقات المغربية الإسبانية. وأبرز لشكر عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن المغرب يعطي بهذه المسيرة الحاشدة، الدليل الواضح على رغبته الأكيدة في بناء علاقات استراتيجية مع جارته إسبانيا، ويعبر من جديد عن إدانته لكل المحاولات اليائسة والتضليلية التي ما فتئ يقوم بها الحزب الشعبي الإسباني. وأشار الى أن مشروع المغرب التنموي والديموقراطي لايستهدف جيرانه، وإنما يهدف الزيادة في رخاء ورفاهية شعبه، وتحقيق تطلعاته في الازدهار والتقدم. وذكر لشكر من جهة أخرى أن هذه المسيرة التاريخية يشارك فيها أطفال وشباب ونساء وشيوخ وفدوا منذ أمس السبت من مختلف مناطق المملكة من طنجة الى لكويرة، موضحا أن أرقام المشاركين في هذه المسيرة لا تسعف في هذه اللحظات التاريخية نظرا للجحافل البشرية الضخمة التي مازالت تتقاطر عليها ،حيث أصبحت تمتد من بوزنيقة شمالا الى برشيد جنوبا. وقد حمل المتظاهرون العلم الوطني وآلاف اللافتات التي سهرت لجنة على أن تكون موحدة ، شأنها شأن الشعارات التي تم ترديدها، بالإضافة إلى الأغاني والأناشيد الوطنية. وقد تجاوزت المسيرة المكان الذي كان محددا لتوقفها عند كراج علال، لتصل لمركز المدينة، حيث أصر آلاف المتظاهرين على الوصول أمام القنصلية الإسبانية ، للتأكيد على أهمية العلاقات الإسبانية المغربية وإدانة محاولات اليمين الشعبي ووسائل الإعلام الإسبانية المس بهذه العلاقات . ولم تسجل المسيرة ، رغم الأعداد الغفيرة وغير المسبوقة للمشاركين فيها، أية حوادث أو إخلال بالضوابط التي وضعها المنظمون لتمر في أسلوب حضاري متميز، كرسالة من الشعب المغربي كافة إلى كل من يعنيهم الأمر، أن المغرب، الذي حافظ منذ قرون على وحدته وكرامته ، لن يسمح لحفدة المستعمرين بالتطاول عليه ومحاولة المس بأي شبر من ترابه .