يبدو أن حرب الطرق مستمرة في حصد الأرواح البشرية ومؤشرات أرقامها تؤكد بالفعل أنها مخيفة، ففي الثمانية أشهر من هذه السنة وقعت بجهة مراكش تانسيفت الحوز 3480 حادثة سير، أودت بحياة 267 شخصا وإصابة 754 آخرين بجروح خطيرة، ففي المدار الحضري وقعت 2105 حادثة كانت نتيجتها 64 قتيلا و53 مصابا بجروح خطيرة.. بينما وقعت 1375 حادثة سير خارج المدار الحضري تسببت في موت 203 شخصا وجرح 701 شخصا بجروح خطيرة. أما الحصيلة النهائية لحوادث السير بهذه الجهة لسنة 2009 ، فقد بلغت 5353 حادثة خلفت 480 قتيلا و1640 مصابا بجروح خطيرة.. ففي المدار الحضري وقعت 3150 حادثة أودت بحياة 115 قتيلا و446 جريحا، أما خارج المدار الحضري فعدد الحوادث بلغ 2203 حادثة تسببت في موت 365 شخصا و1194 مصابا بجروح خطيرة.. أما الحصيلة النهائية لحوادث السير بمدينة مراكش وحدها لسنة 2009 ،فقد كانت نتائجها على الشكل التالي: 2250 حادثة و85 قتيلا و318 مصابا بجروح خطيرة.. هذه الأرقام تركت مئات الأطفال أيتاما، ومئات الأرامل، ومثلهم من المقعدين والمعوقين ممن فقدوا أجزاء من أجسادهم، ليعيشوا طيلة حياتهم عالة على المجتمع، مجتمع لا يرحم، خصوصا أن تهور السائقين ولامبالاة المسؤولين في بناء الطرق و استخدام آليات في حالة ميكانيكية متدهورة مع تواطؤ مراكز الفحص التقني، ناهيك عن الرشوة المنتشرة في الطرقات، كل هذه الأشياء لها دور كبير في ارتفاع حوادث السير في بلادنا، ولا يمكن لأية مدونة مهما كانت قوتها القانونية أن تحد من هذه الظاهرة في غياب البعد الأخلاقي والإحساس بالمواطنة الحقة..