ما الذي تبقى من ساحة جامع الفنا ؟ سؤال عريض فرض نفسه بعدما تحولت الساحة الشهيرة «جامع الفنا» إلى اسم فقد معناه منذ أن امتدت الأيادي لتفبرك الأشياء وفق منظور تغلب عليه المساحيق المخزنية وتندثر فيه آليات الإبداع.. وتتحول أدخنة الطبيخ إلى سحائب داكنة تغطي سماء الساحة بعدما احتلت المطاعم مساحات عريضة من أرضها.. حين نتأمل التذكار المنصوب الذي تم كسر لوحته عن قصد وسبق إصرار والذي يجسد الاعتراف العالمي بالغنى المتميز لهذه الساحة وبالرمز الذي تمثله ، ندرك إلى أي حد يسبح بعض المتحكمين في زمام الأمور ضد التيار... ساحة جامع الفنا تحفة من التراث الشفوي واللامادي للإنسانية.. هكذا صنفته واعترفت به منظمة اليونسكو.. وفي المقابل امتدت إليه الأيادي وشوهت معناه وأضحى ذكره يعود بنا فقط إلى الماضي، أما اليوم فكل الأشياء تغيرت بعدما تعرضت الساحة إلى هجمة شرسة لأنواع مختلفة من الثقافات الدخيلة.. فحق السؤال: ما الذي تبقى من ساحة جامع الفنا ؟ ذلك ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا الملف