صدر يوم أمس الثلاثاء كتاب ›نور العالم.. البابا، الكنيسة وعلامات العصر››، ويتضمن مجموعة حوارات مع البابا بنديكت السادس عشر، أجراها معه الصحفي الألماني والمؤلف بيتر سيوالد في أواخر يوليوز الماضي، وتناولت قضايا مختلفة مثل الإسلام، وسائل منع الحمل، فضائح إتيان الغلمان من قبل بعض رجال الكنيسة، الطلاق، زواج القساوسة وإصلاح الكنيسة، فضلا عن مواضيع أخرى. بالنسبة للإسلام، دعا البابا إلى حوار «صادق» معه، مضيفا «علينا، في كل الحالات، أن نسعى، من جهة، إلى عيش جوهر إيماننا وإلى إضفاء الحاة عليه، وأن نسعى، من جهة أخرى، إلى فهم إرث الآخر. المهم هو أن نجد ما هو مشترك بيننا». مثلما أكد بنديكت السادس عشر على ضرورة التواصل المكثف مع جميع القوى المسلمة المنفتحة على الحوار بهدف «حصول تحولات هناك حيث يربط الإسلام بين الحقيقة والعنف». وعن سؤال حول حظر ارتداء البرقع فى فرنسا، أجاب البابا: «لا أرى سببا يبرر المنع الشامل (للنقاب)»، موضحا: «يقال إن بعض النساء يجبرن على وضع البرقع ضد إرادتهن، وهذا يوازي -في حال حصوله- اغتصابا للمرأة. (...) أما اذا أردن ارتداءه بمحض إرادتهن، فلا أرى سببا لمنعهن من ذلك». وعبر البابا، في الكتاب، عن أسفه وندمه على ما قاله في خطبته بمدينة ريجنسبورج الألمانية في 12 نونبر 2006، حيث كان قد اقتبس مقولة من أحد مصادر الكنيسة في العصور الوسطى ليربط الإسلام بالعنف: «محمد لم يكن يتورع عن نشر الدين الذي يدعو له باستخدام السيف››! لكن بنديكت السادس عشر لم يسحب استشهاده ذاك بمبرر كونه «علمياً بالدرجة الأولى»، بل اكتفى بالاعتراف بأنه لم يخمن مدى الأثر الذي يمكن أن تسببه مقولة من هذا القبيل لدى المسلمين، ولا كان يعلم أن خطبته كبابا يمكن أن تفسر تفسيرا سياسيا. وخلافا لما دأب عليه في السابق وتحريمه للعازل الطبي، أقر البابا، في «نور العالم...» بإمكانية تبرير استعمال العازل في بعض الحالات، تجنباً للإصابة بمرض السيدا، ومن هذه الحالات إصابة أحد الزوجين بمرض فقدان المناعة المكتسبة أو ممارسة الجنس مع بائعة هوى. وفي هذا السياق، أثارت النسخة الألمانية من الكتاب ضجة إعلامية كبيرة، نظرا لورود خطأ مطبعي فيها جعل بنديكت السادس عشر يتحدث عن «بائع هوى» مذكر بدل «بائعة هوى» كما جاء في الطبعة باللغة الإيطالية.