نشر مؤخرا المنتدى الاقتصادي العالمي (FEM) تقريره حول تقنيات الإعلام والتواصل (TIC) على مستوى العالمي.. رتب هذا التقرير الدول حسب تطورها في ذلك المجال وتأكيده على الدور الرئيسي و الأساسي لتلك التقنيات في التطورات الاقتصادية كما قيم مجهودات الدول في الدخول واستعمال تلك التقنيات وتأثيرها على التنمية والتنافسية... واعتمد هذا التقرير من الناحية المنهجية من أجل ترتيب الدول على عدة معايير منها: الإطار التشريعي والقانوني ، البنيات التحتية،الموارد البشرية ، التعليم، البحت العلمي ، الانخراط في الهاتف والإنترنيت... بالنسبة لترتيب هذه السنة(2010) فإن السويد احتلت المرتبة الأولى متبوعة بالدنمارك وأن باقي دول الشمال مثل فلندا والنرويج فإنهما احتلا على التوالي المرتبة الثالثة والسادسة.من جهة أخرى فإن السويسوالولاياتالمتحدةالأمريكية جاءتا رابعا وخامسا. واحتلت الصين المرتبة 37 والهند المرتبة 43 واستمرا في تسلق الرتب مقارنة مع السنة الماضية. بالنسبة للمغرب فإنه احتل المرتبة 88 من بين133 دولة مصنفة وتراجع برتبتين مقارنة مع السنة الماضية(86) وجاء متأخرا مقارنة مع تونس (39) والسعودية(38) والأردن (44) وسلطنة عمان (50) ومصر (70) التي ربحت 6 نقط مقارنة مع السنة الماضية (76)... إن دولة السويد المتربعة على عرش تقنيات الإعلام والتواصل جاءت نتيجة جودة بنياتها التحتية (المرتبة الأولى) والمجال البيئي(المرتبة الثانية) وجودة مواردها البشرية والانخراط الكلي للمقاولات والخدمات الحكومية في التقنيات (الرتبة الخامسة) وأن السويد ثاني دولة في الانخراط في الخدمات الإنترنيت والهاتف . في حين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية احتلت المرتبة الخامسة (المرتبة3 سنة 2009) وذلك راجع لبنياتها التحتية (المرتبة الخامسة). على صعيد العالم العربي تصدرت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربيا والمرتبة 23 عالميا حيث ربحت 4 نقط مقارنة مع سنة 2009 (الرتبة 27) وذلك نتيجة المجهودات الحكومية والمهنية في الميدان والكفاءة ومناخ الشفافية في المنظمات الحكومية والغير الحكومية والقطاع الخاص.. كما تحسن ترتيب السعودية من 40 إلى 38 ومصر كذلك وتراجع المغرب وقطر وتونس والكويت وسوريا وليبيا والجزائر التي احتلت المرتبة الأخيرة عربيا والمرتبة 113 عالميا (108 سنة2009). إن المغرب الذي احتل المرتبة 88 عالميا والعاشرة عربيا تراجع تصنيفه برتبتين عن سنة 2009 ، ب 12 نقطة سنة 2008 (76) ومقارنة مع مجموعة من الدول فإن المغرب جاء وراء تونس (39) والشيلي(40) والصين(37) والهند(43) وتركيا(69) والمكسيك (78) ومصر(70) كما المغرب تقدم على مجموعة من الدول منها الأرجنتين (91) وسوريا (105) وليبيا (103) والجزائر (113). إن هذه الرتبة التي احتلها المغرب سنة 2010 جاءت نتيجة تراجعه في المعيار البيئي بنقطة واحدة والتراجع الكبير على مستوى إعداد الموارد البشرية (32-) والتراجع في استعمال التقنيات بالنسبة للموارد. كما تقدم في جوانب أخرى منها الإطار القانوني (13+) والإعداد في المقاولات(3+) والحكومة(13+) واستعمال التقنيات في المقاولات (9+). إن المغرب احتل الرتبة 77 (2006) و76 (2007) و74 (2008) و86 (2009) و88 (2010) وتعتبر الرتبة 74 أحسن رتبة للمغرب. تلعب تقنيات الإعلام والتواصل دورا هاما في تطوير تنافسية المقاولات وفي تطوير الاقتصاد وفي تحسين مستوى العيش، وأن التقرير السنوي لمنتدى الاقتصادي العالمي يبرز مدى مجهودات الحكومات في التدبير الاقتصادي والاجتماعي. فإذا كان المغرب قد سجل تحسنا على مستوى التشريعي والقانوني ومدى إنخراط المقاولات في التقنيات الحديثة فإن هناك تراجع على مستوى الخدمات والإنخراط الشهري في الهاتف الثابت واستعمال الإنترنيت والثمن الباهظ للاتصالات وخاصة على مستوى الهاتف النقال والضعف في البحث العلمي وخاصة في العلاقة بين المقاولات والجامعات. إن بلدنا لم يصل بعد إلى المستوى المتقدم لبعض الدول السائرة في طريق النمو ولابد من مجهودات خاصة في مجال تقنيات الإعلام والتواصل للرفع من مستوى التنافسية والاستثمار والكفاءة... كل هذه العوامل مرتبطة بإصلاح منظومة التربية والتكوين التي تعد قاعدة الانطلاق. إن برنامج «genie» الذي عممته وزارة التربية الوطنية من أجل تعميم تقنيات الإعلام والتواصل بالمؤسسات التعليمية وبناء قاعات متعددة الوسائط. مازال حبيس المؤسسات دون استغلاله, في غياب تعميم انخراط تلك المؤسسات بالإنترنيت وتكوين المنشطين في المجال وعلى الحكومة كذلك الاهتمام بالبحث العلمي وتطوير التقنيات الرقمية وإعداد برنامج للحكومة الإلكترونية والإنفتاح على العالم القروي وتخليق الحياة الإدارية (الشجاعة والجودة والشفافية).