في إطار تنفيذ البرنامج السنوي لأنشطته الثقافية نظم اتحاد كتاب المغرب ، فرع الجديدة، بتنسيق مع المكتبة الوسائطية، يوم الجمعة 12 نونبر2010، مائدة مستديرة في موضوع «أزمة القراءة في المغرب وانعكاساتها»، حضرها جمهور من المثقفين والمبدعين ورجال التعليم والطلبة والتلاميذ. وقد افتتح الكاتب الحبيب الدائم ربي ، الذي أدار الجلسة، اللقاء بكلمة تمهيدية شخص فيها واقع القراءة بالمغرب استنادا إلى بعض المعطيات والإحصائيات، لتتحدث القاصة مليكة الستان عن تجربة مستمدة من الواقع ساهمت فيها، باعتبارها تدبر شأن مجموعة مدرسية، لترسيخ فعل القراءة لدى التلاميذ. أما الكاتب إبراهيم الحجري فقد قارب أزمة القراءة من ثلاث زوايا: الكاتب والكتاب والقارئ متوقفا عند مشكل التوزيع الذي يعيق رواج الكتاب وتداوله، فيما رد الشاعر بوشعيب عطران تراجع القراءة لدى المغاربة إلى ضغط المتطلبات المعيشية، وعدم تشجيع الأسر ولا الجهات الوصية، لأبنائها على الإقبال على القراءة. ومن جهته أشار القاص شكيب عبد الحميد إلى أن أزمة القراءة قد تعود إلى غياب تنشئة قرائية لدى الأسر والمجتمع، بينما رد الكاتب المصطفى اجماهري أزمة القراءة إلى طغيان التقاليد الشفوية واكتفاء الناس بترديد الإشاعة بدل التأكد من الوقائع في مظانها المكتوبة، في حين أكد رئيس الرابطة الفرنسية المغربية بالجديدة أحمد بنهيمة على الدور السلبي لوسائط الاتصال الحديثة التي تشجع على الكسل والخمول. أما الروائي شعيب دويب فأرجع الأزمة إلى غياب الحوافز والترويج لكتب ونصوص رديئة تنفر من القراءة والإقبال عليها، في حين حمل الكاتب حسن بزوي المسؤولية إلى بعض رجال التربية الذين ما عادوا يشجعون تلاميذهم على القراءة. وشدد النقابي المختار تيمور على دور الحس الوطني والشعور بالمسؤولية لدى بعض المربين في جعل القراءة زادا يوميا للمواطن المغربي. واعتبرت الشاعرة حبيبة زوكي أن القول بعزوف المغاربة عن القراءة قد يحتاج إلى تشخيصات حقيقية مسنودة إلى أرقام ومعطيات ملموسة ، ومع ذلك فإن المؤشرات تؤكد بأن فعل القراءة تراجع ببلادنا في السنوات الأخيرة. وختم الأستاذ العربي عرفاوي الجلسة بأسئلة همت تحديد بعض المفاهيم متوقفا عند الطابع الشفوي للثقافة المغربية والعربية عموما. ليتلو ذلك نقاش بين المتدخلين والحضور، وتقترح بعض التوصيات منها، مثلا: تحسين جودة البرامج التعليمية لتشجيع التلاميذ على فعل القراءة، إحداث أندية للقراءة في دور الشباب والمؤسسات التعليمية، تجند المجتمع المدني لمحاربة العزوف عن القراءة لتفادى الانعكاسات السلبية لكثير من الظواهر الاجتماعية التي باتت تهدد النسيج المجتمعي.