من المنتظر أن تصدر قريباً بالفرنسية السيرة الذاتية لصوفيا تولستوي زوجة الكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي، والتي تروي من خلاله سيرة حياتها كزوجة وأم، وياتي هذا الكتاب المعنون ب «حياتي» من واقع مذكرات كتبتها صوفيا بعد وفاة زوجها ولم تنشر في روسيا إلا في التسعينيات، كما هو الحال مع روايتها الوحيدة التي كتبتها بعنوان «لمن الخطأ؟». وترجع أهمية هذ الكتاب للمعلومات التي يضيفها حول حياة الكاتب الروسي الكبير تولستوي حيث تبرز صورة أكثر إنسانية وواقعية له، كما يكشف شخصية زوجته التي قد يتخذ القارئ منها موقفاً سلبياً نظراً لما ورد ببعض أعمال تولستوي. ففي كتابه «سوناتة الكروتزر» والذي يرى البعض أن تولستوي قد قسا فيه على زوجته، اقتحم فيه الكاتب المشكلة الزوجية ومشكلة الموسيقى والفن بطريقة منفعلة وقد يكون فيها كثيرا من التحامل، حيث كانت العلاقة المضطربة والعاصفة أحيانا بين الزوجين موضوعا معروفا خلال حياة تولستوي. وقد أوردت صوفيا في مذكراتها أن هذا الكتاب كان موجها ضدها وأنه أهانها بشكل كبير وأنه قد قصم آخر شعرة في الحب الذي كان يربطها بليو تولستوي، لهذا كتبت روايتها الوحيدة «لمن الخطأ.. رواية امرأة» والتي حاولت من خلالها إبراز الطابع الروحي الذي تتسم به المرأة مقابل الطابع المادي للرجال. تغطي السيرة الذاتية لصوفياالفترة ما بين سنة 1862 و1901 والتي تتضح لنا من قراءتها ظروف ولادة روايات عظيمة لتولستوي مثل «الحرب والسلام»، وغيرها، كما تشير إلى أن روايته «أنا كارنينا» قد استلهمها من انتحار إحدى الجارات بارتمائها تحت القطار، هذا إلى جانب عدة تفاصيل أخرى أبرزتها صوفيا عن حياة الكاتب، إلى جانب معلومات عن تلك الزيارات الكثيرة التي بدأ منزل الكاتب يتلقاها خاصة بعد سطوع نجمه كمفكر وفيلسوف للفقراء. وكانت صوفيا أندريفنا تولستوي ابنة طبيب القيصر وقد تزوجت بتولستوي وهي ابنة 18 سنة.. اضطرت إلى التأقلم مع حياة البادية التي كان يعيش فيها زوجها، أنجبت من زوجها ثلاثة عشر طفلا عاش منهم تسعة، وكانت هي القارئة الأولى والناسخة لأعمال زوجها،