لعل من نافل القول بأن المغرب بلد إفريقي اسلامي عربي وأمازيغي وينتمي إلى جميع ما تزخر به هذه الانتماءات من خيرات ومن فضائل ومن خصوصيات إثنية تاريخية. وأيضا يمكن الجهر بما تطرحه هذه الانتماءات من مشاكل ومعضلات تحول دون الكمال ودون تحقيق كل ما يوافق غنى وتعدد هذه الاختلافات، لكن ولكن هي للاستدارك هي أيضا للفهم ولعدم التجاوز والانزلاق نحو اللامعنى الذي قد يطرحه من لم يعترف بعد بأن المغرب والشعب هو من الأول والأخير وفي الماضي والحاضر والمستقبل وحدة. والوحدة هي هنا للجمع لا للمفرد. ولا هي أيضا للمنفصل المتوحد. الانفصال شتات والشتات فرقة وما في الفرقة عبر الضعف والهوان، فلا حجة ولا برهان ولاحق لمن أراد بسياسة أو بغباء أو بجبروت أن يحول الجمع إلى انفصال وفرقة وضعف بالتاريخ وبالجغرافيا وبالانسان، فيحتال على وجدان الجمع ويحوله مطية يركبها ليجعل منه شتاتا وفصائل ومخيمات تبقى عرضة لرياح عاصفة لايدري أحد من أي جهة تعصف ولا بما قد تعصف، فمهلا فإن للتاريخ حكمه وشهادته وقوته المقدرة والمؤكدة ومنذ أمد بعيد لا محيد عن كلمته وعن حكمه وعن شهادته إلاتعنتا وجبروتا وطغيانا، وكل هذا مآله للزوال كما يشهد التاريخ أيضا. فلا السياسة ولا المصلحة ولا الغباء ولا الجبروت قادر على زعزعة الجمع وبعث الفرقة والانفصال فيه ،ذلك ان النحن هنا شعب الصمود والنضال والدفاع عن الوحدة التي لا جدال ولا نقاش في سيرورتها التاريخية، فلمن يهمهم الأمر نقول لا استقرار ولا أمن ولا ثقة في أوتاد مغروسة في رمال هي متحركة بطبيعتها في غالب الأوقات ولا قدرة لها على الصمود في وجه الرياح التي قد تعصف في أي حين. جغرافيتنا وتاريخنا ملك لنا نحن فقط، شعب المغرب ودولة المغرب، ولاحق لأي كان من وراء البحر أو من قدامه أن ينازعنا فيهما. فالحق حق ولا مجال للجبروت أن يفرض ما يغير هذه الحقيقة، والحقيقة حق والحق ما ضاع وراءه طالب، ونحن مطالبون بحقنا سلما ما كان وما لايزال في التكون والفعل.