منذ إنجاز الشطر الثاني للسقي بالمنطقة السقوية العليا التابعة لسهل دكالة عبدة، وبعد عملية التجهيز أحدثت عدة بقع فلاحية سقوية وبورية سميت بالأراضي الفائضة عن الضم ، كما أحدثت طرق ومسالك وقنوات صرف المياه الفائضة عن السقي وجنباتها تمتد على أبعاد مختلفة وتم تعويض أصحابها بمبالغ مالية مهمة من ميزانية الدولة في إطار نزع الملكية من أجل المنفعة العامة،وفق الأحكام المنصوص عليها في القانون رقم 7.81 ، ولكن هذه الأملاك العمومية تحولت إلى نعمة على بعض الذين تراموا عليها و استغلوها في زراعات مختلفة بسقيها من مياه المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدون موجب حق وهناك من شيد عليها أكواما من الأوراق الجافة للشمندرالسكري والتبن على مرأى و مسمع الجهات المسؤولة :(السلطات الإدارية المحلية والجماعة المحلية والمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي ...) . كما أن استغلال الأملاك العمومية بكل تراب جماعة كريديد التابعة لإقليم سيدي بنور، خلق عدة نزاعات وتوترات بين سكان المنطقة لا تنتهي إلا أمام قائد قيادة أولاد عمران أو وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسيدي بنور و يساهم في عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي بين المواطنين ؛ وعدة قضايا في هذا الصدد عرضت على مختلف القواد الذين تعاقبوا على قيادة أولاد عمران منذ ضم الأراضي بجماعة كريديد وكلفوا لجانا مختلفة من ممثلي الجماعة المحلية وأعوان السلطة و حاكم الجماعة القروية لتقصي حقائق هذه النزاعات و توصلوا إلى نتائج لا يمكن و صفها إلا بالكارثية ، حيث أن جل المترامين و المستغلين لهذه الأملاك العمومية ليسوا سوى بعض الأعيان بالمنطقة أو من الموالين لبعض المنتخبين المحليين ، ولعل هذه هي أهم الأسباب التي وضعت الجهات المسؤولة في دائرة الإحراج و حالت دون اتخاذ الإجراءات والتدابير الإدارية و القانونية لإرجاع الوضع إلى حاله من أجل فض النزاعات المحدثة وتفادي حدوث نزاعات أخرى مماثلة أو متطورة أكثر . ومن جهة أخرى ، فإن مجموعة من هيئات المجتمع المدني بتراب جماعة كريديد والمنظمات السياسية و على الخصوص مكتب فرع كريديد للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، راسلت كل الجهات المسؤولة في هذا الشأن من أجل احترام القانون و تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين واستتباب الأمن و الاستقرار بين الساكنة، ولكن الأمر لا يزداد إلا سوءا و تدهورا يوما بعد يوم، في انتظار من سيأتي لحماية الملك العام من الترامي ويزرع السكينة و الطمأنينة في نفوس المواطنين .