تعدالوضعية الاجتماعية التي يعيش في ظلها أغلب المتقاعدين والمتقاعدات بمعية ذوي الحقوق والأرامل والمسنين والعجزة ، حاليا ، «مكسبا مهما» في مجتمعنا بفضل التلاحم واهتمام الأبناء بآبائهم رغم تحول المنظومة اليومية للعمل ولمتطلبات العيش. صحيح أنها وضعية تبعث على الاطمئنان، ولكن لا يمكن أن نغض الطرف عن التحولات التي سوف تطرأ مع توالي السنين ، حيث أن الظروف الراهنة تحتم النظر للقضية بعين المفكر المتعقل ، وأن نفكر جميعا ، دولة ومجتمعا مدنيا، في خلق فضاءات تكميلية اجتماعية ثقافية للتكافل الاجتماعي لكي نتيح الفرصة ونفسح المجال للاشخاص المتقاعدين والمتقاعدات وذوي الحقوق والأرامل والمسنين لقضاء أوقات يومية كفيلة بأن تجعلهم يحسون بكرامة المواطن العادي ، الذي ينعم بإيقاع حياتي بدون فراغ وغير ممل، حتى يخرج ( المتقاعد ) من بيته صباحا ليذهب إلى ناد أو مركز اجتماعي خاص بهذه الفئة، معد لاستقبالهم يوميا ، ثم يعود مساء إلى بيته كسائر أفراد العائلة بكل اعتزاز وكرامة، بدل أن يقضي وقته في «الحدائق العمومية» على قلتها أوفي لعب «الضامة» أو «الكارطا» على قارعة الطريق! يجب على العاملين الاجتماعيين في مجال الأشخاص المسنين أن يدركوا نوعية الخصاص الذي تعاني منه فئات المتقاعدين والمتقاعدات وذوي الحقوق والارامل والمسنين والعجزة الذين يحتاجون إلى مراكز اجتماعية ذات طابع ثقافي وتكويني يليق بمستوى عيشهم السوسيواقتصادي، لكي نخلصهم من وطأة الملل ونشغل وقتهم بما هو إيجابي ، حيث يجب أن يحس الجميع بالكرامة عبر أجواء توفر الحق في العيش السوي، في التطبيب ، في الثقافة والفن والانفتاح على الشرائح المجتمعية الأخرى من أجل توسيع أفق الاطلاع والمعرفة ومحاربة الإنزواء والإقصاء بكل أنواعه... وفي هذا الاطار يتجلى الدور الذي يمكن أن يقوم به المجتمع المدني بمعية الدولة وجميع الفرقاء الاجتماعيين، لرعاية الاشخاص المتقاعدين والمتقاعدات وذوي الحقوق من الارامل والعجزة الذين يعيشون وضعية صعبة. ومن بين الأهداف التي ينبغي العمل على تحقيقها: تحسيس الشباب ، وخاصة طلاب المدارس والمدارس العليا ، بوضعية الأشخاص المتقاعدين والمتقاعدات والمسنين... ومحاولة إشراكهم في التضامن معهم وتوجيههم لمرافقتهم في مطالبهم اليومية المتعددة.. وذلك ترسيخا لثقافة التضامن بين الأجيال ، وتيسير استفادة الفئة الشابة من التجارب الغنية لكبار السن. إن البعد الأكبر لهذه «المنهجية » هو التكافل الاجتماعي بتوظيف جميع طاقات المجتمع المدني، من ساكنة الحي ، والجيران ... في رد الاعتبار لهذه الفئة من المجتمع ، وجعلها تحس بأن مكانتها محفوظة بكل ما تستحقه من تكريم وتقدير.