يعيش سكان مدينة صفرو هذه الأيام رعبا في مختلف أحياء المدينة بعد سماع الطلقات النارية المتكررة، حيث يهرع السكان خارج منازلهم، ومن لاتسعفه أوضاعه الصحية يلتجئ إلى سطح المنزل، أما العجزة فيلتجئون إلى النوافذ، إن هم تمكنوا من النهوض، ناهيك عن الحوامل اللواتي قد يجهضن لأنهن لم يألفن طلقات الرصاص. الثلاثاء الماضي، خرج سكان حي «ستي مسعودة» بالعشرات، إلى الشارع بعد سماعهم طلقات نارية متكررة، وبعد تجمهر جمع غفير من المواطنين الذين اقتفوا أثرا لمجموعة، وجدوا أشخاصا مقنعين وحاملين أسلحة، ما بين الساعة التاسعة والساعة العاشرة ليلا، وبعد التأكد من هويتهم، تبين أن الأمر يتعلق بأعضاء من المجلس البلدي، وأحد المقاولين من أصدقائهم، وهو في حالة سكر، يقومون بإطلاق النار على الكلاب بدعوى محاربة الكلاب الضالة، رغم أن الشارع لازال يعج بالمارة من مختلف الأعمار، أطفال ونساء ورجال، شباب وشيوخ، أما السلطة المحلية، فلم يحضر ممثلها، إلا بعد أن تصدى المواطنون لمطلقي النار. والغريب في الأمر، أن المجموعة المقنعة كانت على متن سيارة خاصة للمقاول المعلوم، صديق الأعضاء مسيري الشأن المحلي بالمدينة، والذي يتساءل الرأي العام عن سر «الحميمية» التي تربط بين الجانبين. الغريب هو قتل عدد من الكلاب دون وجود أية سيارة لنقلهم، ولاوجود لطبيب بيطري بين المجموعة. فإذا كان المشرع قد أناط هذه المهمة برئيس المجلس البلدي في المادة 50 من القانون 78.00، كما تم تغييره وتتميمه، لاسيما بالقانون 17.08، فإنه ينص على ممارسة هذا الاختصاص، حسب القوانين الجاري بها العمل، ومنها الحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات والسكينة العامة، خاصة وأن عددا من الكلاب، سقطت أمام باب مدرسة جنان المؤدن بحي ستي مسعودة، تاركة بركا من الدماء، ولم تقم الجهات التي ارتكبت هذه المجزرة بغسلها إلى حد كتابة هذه السطور، إضافة إلى خراطيش الرصاص التي تركت بالمكان، مما يعرض حياة الأطفال لمختلف أنواع الأمراض والأخطار. فأين نحن من الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، خاصة وأن الميثاق الجماعي نفسه أناط اختصاص المحافظة على البيئة بالمجالس، وأن العالم بأسره معبأ من أجل الحفاظ على البيئة. تجدر الإشارة إلى أن المجالس السابقة، كانت تستعمل الشباك للإيقاع بالكلاب الضالة، ليتم حقنها بعد ذلك، وتموت في هدوء، ودون إثارة قلاقل، ولا إزعاج يلحق السكينة العامة، إلى ذلك يتساءل الرأي العام، ألم يكن حريا بالمجلس البلدي تكوين لجنة مختلطة، تناط بها مهمة القضاء على الكلاب الضالة في شروط صحية وبيئية سليمة ؟