لقي صبيحة أول أمس السبت ثلاثة عمال حتفهم بسبب انفجار مهول لقناة الماء الصالح للشرب، فحسب مصادر متطابقة. فإن انفجار القناة حدث بسبب أشغال بناء أساسات مركب تجاري بالمحاذاة مع القناة الرئيسة للماء الصالح للشرب بشارع يوسف بن تاشفين باتجاه الكورنيش. ذلك أن المنطقة موضوع المشروع هي منطقة رملية وعلى الرغم من بناء ساتر وقائي بين الورش وحافة الطريق حيث تمر القناة، فإن الأشغال تسببت في انجراف الرمال عن القناة. حيث استحال تحمل الضغط الناجم عن صبيب المياه فوقع الانفجار.وفور وقوع الحادث المأساوي هرعت إلى عين المكان مختلف السلطات العمومية ورجال الإنقاذ الذين بذلوا جهودا كبيرة لانتشال ضحايا الحادث. الانفجار أحدث أضرارا بليغة بالطريق المتجه نحو كورنيش المدينة. كما أن تسرب المياه أحدث انجرافات خطيرة استدعى معه الأمر عقد اجتماع طارئ لمصالح التقنية بالولاية تقرر على إثره إصدار قرار بإفراغ العمارة المجاورة للورش تحسبا لأي طارئ، وهو القرار الذي تم توقيعه من طرف رئيس مجلس مدينة طنجة وسلطات الولاية للشروع في تنفيذه فورا. كما تم اتخاذ قرار بمنع الاقتراب من موقع الحادث تخوفا من انهيار جنبات الطريق. وعلى إثر هذا الحادث تم فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات خاصة في ظل تضارب أراء مسؤولي شركة أمانديس المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء بطنجة من جهة، والمقاولة صاحبة بناء مشروع المركب التجاري من جهة أخرى، فأمانديس تصر على تحميل المقاولة مسؤولية الحادث لعدم اتخاذها الاحتياطات اللازمة، بينما مسؤولو المشروع يؤكدون أن أمانديس لم تتعامل بجدية مع تحذيرات بوجود تسرب للمياه من القناة الرئيسية. وهو ما يطرح بجدية دور المصالح المختصة بمراقبة جميع أوراش البناء، والتحقق من الالتزام بمعايير السلامة واتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية المطلوبة.