يشد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء مساء اليوم السبت أنظار عشاق ومتتبعي كرة القدم الوطنية، باحتضانه لقاءي نصف نهاية كأس العرش لموسم 2009 - 2010، بين أربعة من أقطاب كرة القدم الوطنية، تبحث عن التتويج بلقب ظلت تطارده منذ سنوات، بل إن من بينها من لم يتذوق حلاوته أصلا. ففي نهاية قبل الأوان، يلتقي الفتح الرباطي المنتشي بعروضه الجيدة في كأس الاتحاد الإفريقي، الدفاع الجديدي المفتقد لإيقاعه المعهود، والباحث عن فرصة للخروج من دوامة الشك التي دخلها مع انطلاقة الموسم. وإذا كان الفريق الرباطي سيخوض المباراة مكتمل الصفوف، باستثناء غياب عبد الفتاح بوخريص الذي تلقى البطاقة الحمراء، فإن الفريق الدكالي سيكون محروما من خدمات عدد من أبرز لاعبيه، في مقدمتهم العميد رضا الرياحي، الذي خضع موخرا لعملية جراحية، وكذا منير الضيفي وعادل كروشي بداعي الإصابة. وفي الوقت الذي يعتبر فيه الحسين عموتة، مدرب الفتح، الفوز خيار وحيد للعناصر الرباطية، وبالتالي التأهل للمباراة النهائية، والبحث عن لقب يضمن المشاركة القارية من جديد، فإن مدرب الدفاع الجديدي، خالد كرامة، الذي تسلم مهامه بشكل رسمي مساء الاثنين الماضي، يراهن على العامل النفسي للرفع من المعنويات المهزوزة للاعبين، عقب الهزيمة الثقيلة في الدورة الماضية أمام المغرب الفاسي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وبالنظر إلى ما سبق، فإن كفة الفريق الرباطي راجحة لانتزاع التأهل، إلا أن الفريق الدكالي يطارد أول ألقابه محليا، بعدما فشل في ثلاث مناسبات سابقة تأهل فيها إلى المباراة النهائية، الأمر الذي يجعل اللاعبين مطالبين بالتأهل للمباراة النهائية من أجل المصالحة معه الذات أولا، وثانيا استعادة ثقة الجماهير، التي تسرب الشك إلى نفوسها، جراء الأداء المتواضع لأصدقاء عادل صعصع. الأكيد أن المباراة، وبالنظر لقيمة طرفيها، تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، ومن الصعب التكهن بنتيجتها، إذ أن عمرها قد يمتد إلى ما بعد التسعين دقيقة، وقد يصل إلى ضربات الترجيح. وبحثا عن ثاني لقب له في هذه المسابقة، ينتظر النادي القنيطري فريق المغرب الفاسي، الذي استعاد حضوره القوي على مستوى البطولة، والتواق إلى إضافة لقب خامس إلى رصيده، سيما أنه تجاوز أندية قوية في طريقه إلى دور النصف، آخرها الجيش الملكي في ثمن النهاية. ورغم أن النادي القنيطري يعيش أزمة نتائج على مستوى البطولة، إلا أنه قدم عروضا جيدة في الكأس، وأعلن عن رغبة ملحة في الوصول إلى المباراة النهائية. وسيكون المغرب الفاسي محكا قويا يقيس به المدرب أوسكار فيلوني قدرات لاعبيه الشباب على الوقوف في وجه الكبار. واعترف المدرب رشيد الطاوسي بصعوبة مهمة عناصره، المنتشية بفوزها الكبير على الدفاع الجديدي، غير أنه راهن على انتزاع التأهل للمباراة النهائية لثاني مرة رفقة الفريق الأصفر. وعموما يعد هذا العرس الكروي، الذي سينطلق في الساعة الثانية بعد الزوال بمباراة المغرب الفاسي والنادي القنيطري، بالفرجة والتنافس القوي، لأن الفرق الأربعة تعتمد أسلوبا هجوميا، ولا تؤمن بالركون إلى الوراء، بحثا عن الأهداف المباغثة، وبالتالي فإن الكرة في مرمى الجماهير المطالبة بملء مدرجات مركب محمد الخامس، والتحلي بالروح الرياضي، حتى لا تفقد مبارياتنا نهكتها وحلاوتها بفعل سلوكات شاذة لبعض المشاغبين.