من المتوقع أن يصدر خلال هذا الأسبوع كتاب لمحامي عائلة بن بركة، موريس بوتان، بمناسبة الذكرى 45 لاختطافه تحت عنوان «الحسن الثاني، ديغول بن بركة ما أعرفه عنهم » ويقع هذا الكتاب في حوالي 500 صفحة، ويهدي الكتاب الى عائلة بن بركة والى الاصدقاء والمناضلين بالمغرب من أجل حقوق الانسان والى كل قضاة التحقيق الذين اشتغلوا على القضية. الكتاب يبدأ من يوم الجمعة 29 أكتوبر 65 يوم اختطاف المهدي حيث الاوضاع جد هادئة بالرباط والملك الحسن الثاني يوجد بمدينة فاس وتم إخباره من طرف احد المقربين الذي تلقى مكالمة في هذا الشأن من أحد النواب الفرنسيين، وهو يوم انطلاق إحدى اكبر قضايا الجمهورية الخامسة، والتي ستعرف في التاريخ بقضية المهدي بن بركة.. في تقديمه للكتاب يقول الاستاذ موريس بوتان« إن جلالة الملك محمد السادس عندما قرر انشاء هيئة الانصاف والمصالحة في يناير2004 ، وكان يريد من خلال ذلك انهاء هذه الفترة السوداء من تاريخ المغرب والتي عاشها المغرب في عهد والده. وكنا نسمع في بعض الاوساط انه «على المغرب ان يطوي هذه الصفحة من تاريخه»، لكن لكي نطوي هذه الصفحة لا بد من قراءتها وفهمها. هذه الصفحة من «سنوات الرصاص» لا بد من التعريف بها. وهو واجب الذاكرة بالنسبة للاجيال الجديدة وكذلك واجب الحقيقة والعدالة تجاه الضحايا.ولا يمكننا بناء مصالحة وطنية حقيقية بدون اضاءة هذا الماضي، وإدانة المسؤولين عنه ومعاقبتهم ». « هذا الكتاب يطمح الى تقديم لبنة في هذا البناء و لكنه لا يدعي القيام بعمل المؤرخ. ولست بالمؤرخ رغم ان هذه المادة كانت جد مفضلة الي عندما كنت تلميذا بالثانوي بفضل اساتذة من مستوى رفيع. المؤرخ عليه إعطاء معاصريه ما هو موضوعي عن الحقبة التي يقوم بدراستها... والتاريخ لوحده ليس كافيا ولا بد من الشهادات التي تمكن كل واحد من إدخال إرث الماضي هذا ، لعيش الحاضر وبناء المستقبل. بدون ذاكرة ، فأي مجتمع لا يعرف من أين أتى والى أين يسير يمكنه أن ينقرض ». ويضيف موريس بوتان «كمحام أريد أن أعطي شهادتي حول جزء من هذه الفترة المؤلمة بالنسبة لعدد كبير من المناضلين المغاربة في العشرية الاولى لاستقلال المغرب.». والتي عرفتها جيدا.وبدا لي انه مفيد بعد آخرين، أن أدلي بشهادتي ضد النسيان حول هذه الفترة كمحام بصفة عامة في كل المحاكمات السياسية التي عاشها المغرب في هذه الفترة. وفي أغلب الاحيان كمحام فرنسي، الوحيد، إلى جانب زملائي و اصدقائي المغاربة».