وجهت السفارة القطرية بالرباط إلى مدير مستشفى محمد الخامس بآسفي تطالب من خلالها تزويدها بمعلومات عن ملف ولادة لسيدة سبق لها وأن وضعت ملفا يتضمن وثائق تشير لولادتها و إنجابها رضيعا بهذا المستشفى لتسهيل تهريبه إلى قطر. جواب مديرية المستشفى الموجه إلى السفارة القطرية جاء صادما.. المعنية بالأمر التي تدعي وضعها بقسم الولادة لم يسبق لها أن ولجت هذا القسم و لا نامت في أسِرّته ، و اسمها غير مدون نهائيا في السجلات الرسمية ، ومن ضمن الوثائق التي زادت الطين بلة و كشفت عن فضيحة أخرى ، العثور على وثيقة موقعة من طبيبة في نفس المستشفى ووثيقة ثانية موقعة من طبيب آخر و ورقة خروج مدموغة بالطابع الرسمي للمستشفى. تداعيات هذا الملف استدعت فتح تحقيق من النيابة العامة و بوشرت تحريات دقيقة داخل المستشفى و خارجه ، أفضت إلى تأكيد الواقعة ووجود أصابع و بذلات بيضاء وقّعت ورسّمت حالة ولادة لم تحدث على الإطلاق . ورطة ثلاث ممرضات إحداهن قضت فترة تدريب سابقة ، و هذه المتدربة هي التي عثرت الشرطة القضائية على الوليد في بيت أمها بآسفي، و الذي بالمناسبة تم اختطافه من إحدى المسشتفيات بالمغرب، فيما تمكنت صاحبة هذه الفعلة من التسلل خارج التراب الوطني و السفر إلى قطر ، حيث تستقر هناك .. المستشفى المذكور عاش خلال هذه السنة توثرات و تجاذبات حقيقية ، جراء مسلسل متوالي من الوفيات داخل قسم الولادة المذكور، وصلت إلى 27 حالة وفاة ، تيتم فيها الأطفال ، وأزهقت أرواح أمهات في ريعان الشباب ، و السبب لم يكن دائما قلة التجهيزات، بل الاستهتار و عدم تأدية الواجب ، كما حدث لأم احتاجت إلى الدم وعوض أن يتم اللجوء إلى مركز تحاقن الدم الذي يوجد على مقربة من قسم الولادة ببضعة أمتار ، تم إرسال زوجها إلى مراكش ، و عندما أسلمت الروح بعد نزيف حاد ، بدأت الاتهامات و التسريبات بإلقاء اللائمة على مسؤولي المركز باعتباره «الحائط القصير» الذي يمكن مسح أخطاء الإدارة و قسم الولادة فيه.؟؟ السؤال اليوم هو لماذا تقع الوفيات في قسم الولادة ؟ هل الأمر يتعلق بسوء التدبير، أم لغياب الكفاءة المهنية.