صباح خريفي مشمس، رياح تداعب المارة، أزقة الحي المحمدي تعج بالمواطنين من مختلف الفئات العمرية، أطفال يلعبون مفترشين الأرض وتلاميذ عائدون من المدارس يركضون في اتجاه بيوتهم، شباب هنا وهناك يسندون ظهورهم للحيطان دون هدف، نساء مجتمعات أمام بيوتهن وشيوخ «يقتلون» الوقت تحت ظل بيوتهم... لم تمض سوى سويعات فقط من صباح يوم الثلاثاء 5 أكتوبر حتى احتشد مئات القاطنين بكريان سنطرال أمام مقر شركة العمران. الساعة تجاوزت العاشرة بدقائق، السكان على موعد مع وقفة احتجاجية أخرى جاءت عقب وقفات سابقة لإثارة انتباه القائمين على مشروع إيواء ساكنة أحياء الكريان، وقفة ضمت نساء ، شيوخا وأطفالا ،الجميع يتقاسم الشعور بمرارة انتظار حلول كفيلة بوضع حد للإحتقان الذي تعيشه الساكنة. هتافات، لافتات استدعت حضور رجال الامن من كافة الأسلاك استعدادا لأي طارئ. الصراخ والعويل والغبار ، ورنات الهواتف النقالة وأصوات الطولكي وولكي تملأ أرجاء المكان. فجأة سيتغير مسار الوقفة باتجاه مبنى عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي . الساعة تشير إلى 11و45د، على طول شارع علي يعتة ثمة شيء غير عاد. الخطى تتسارع، والاقدام تهرول، والدراجات النارية «طريبورطور» تحمل النساء والشيوخ ممن لايستطيعون تحمل المسير. الحناجر توحدها شعارات واحدة «غيثونا غيثونا...»، «سكان كريان سنطرال عازمون على النضال..».. لم ينقطع الهتاف على طول شارع على يعتة، حاول البعض اجتياز الحاجز الأمني لكن سرعان ما تم التصدي لهم. بعد ذلك قطع المحتجون الحزام الكبير ومروا من شارع مولاي اسماعيل مقتربين من مقر العمالة. جاوزت الساعة الثانية عشرة ، وقف المحتجون أمام المبنى، بعد أن وجدوا في انتظارهم سبع سيارات للقوات المساعدة تتوسط فناء مبنى العمالة ، جدار أمني مشكل من فرق التدخل السريع والقوات المساعدة ..أحد الامنيين أعطى أمرا بمنع أي أحد من الدخول إلى المبنى، وطلب من المحتجين الإقتعاد على الأرض. توالت الهتافات، وصاح أحد الشبان: متى ستقدرون معاناتنا وترحمون ضعفنا؟» سؤال يترجم معاناة أسر بأكملها، خصوصا «المركبة»، فيما تساءل آخرون: لماذا تمت استفادة البعض مع العلم أنهم لم يقطنوا بالكريان سوى 6 او 7 سنوات؟. متظاهر آخر أشار إلى أنه إذا لم تسو وضعية السكان في أقرب الآجال سيزداد الوضع سوءا ويجب تطبيق قضية بقعة لكل أسرة تحمل حالة مدنية». وبعد مرور أزيد من ساعة، خرج أحد المسؤولين ليطلب من المحتجين تشكيل مجموعة من عشرة أشخاص ليمثلوا المتظاهرين، أدخلوهم إلى العمالة قصد التفاوض ، وبعد أقل من ساعة خرجوا من المبنى، حيث صرح أحدهم «أنه ليس هناك جديد سوى أنهم وعدونا بإنشاء مكتب في غضون الأيام القليلة من أجل استقبال شكاياتنا» عقارب الساعة تشير إلى 14.10، توزع المتظاهرون ، مؤكدين إصرارهم على مواصلة « حركتهم الاحتجاجية إلى حين تسوية المشاكل المعلقة»!