دخلت، كما هو معلوم، مدونة السير الجديدة ، حيز التنفيذ مع بداية هذا الشهر، وخلال الأيام الأولى وقعت أشياء «غريبة»، لم تكن يوما من أهداف هذه المدونة التي اتسم النقاش حولها أحيانا ، بالحدة والتوتر . ومن هذه الوقائع ما حدث للمواطن (ش.ع) الذي أوقفته وحدة للدراجات النارية للدرك الملكي بالدار البيضاء، عند النقطة الكيلومترية رقم 384 من الطريق الوطنية رقم 01، بالقرب من الخيايطة، وسحب أحد أفراد الوحدة رخصة سياقة هذا المواطن بحجة أنه ارتكب مخالفة، وهي حسب ما جاء في محضر «مخالفة قانون السير المؤرخ بتاريخ 2010/10/03 ، عدم احترام إجبارية وضع حزام السلامة». الغريب في الأمر أن (ش .ع) كان واضعا حزام السلامة، كما أكد ذلك للجريدة، ولكن طريقة و ضعه لم يقبلها الدركي، الذي اعتبر وضعها في غير الكتف خرقا لمدونة السير»! هذا المواطن مصاب في كتفه مما جعله يضع الحزام بعيدا عن مكان الإصابة، وقد شرح للدركي أسباب ذلك، إلا أن هذا الأخير ألح على أداء مبلغ 300 درهم. في تلك اللحظة لم يكن المبلغ متوفرا عند (ش.ع)، حيث كان في جيبه فقط مبلغ 50 درهما، فسلمت له وثيقة «وصل الاحتفاظ برخصة السياقة أو شهادة التسجيل» تمكنه من السياقة لمدة 15 يوما! في اليوم الموالي ذهب الى مقر الدرك الملكي بشارع 2 مارس لأداء واجب المخالفة ، حسب قانون السير الجديد، وهو مبلغ 300 درهم، ليتفاجأ ب «إرساله» إلى «دار الضريبة» القباضة ، التي «أرسلته» بدورها الى قباضة أخرى، هذه الأخيرة أخبرته أنها لم تتوصل بعد ب «الكود» الخاص بهذا النوع من الأداء! المواطن ( ش.ع ) قصد جل قباضات المدينة لأداء غرامة المخالفة التي لم يرتكبها حسب تصريحه ولم يجد أي واحدة أنهت مشكلته، لكن الأخيرة أرشدته بالتوجه الى وكيل الملك لأداء الغرامة! وبالطريق السيار الرابط بين «الجديدة والمحمدية» ، النقطة الكيلومترية رقم 33، أوقفت كوكبة الدراجات للطريق السيار GR12 بوسكورة، حافلة لنقل المسافرين من نوع داف، بحجة ارتكابها مخالفة. وحسب محضر مخالفة قانون السير (المرجع القانوني 185)، والمحرر من طرف الدرك الملكي كوكبة الدراجات، فنوع المخالفة «عدم تجهيز سيارة النقل الجماعي للأشخاص بزجاج السلامة ( منافذ الإغاثة) ، وقد أدى السائق غرامة تصالحية وجزافية الدرجة الثانية وقدرها 500 درهم! وما يلفت في هذه الحكاية الثانية أن السائق وفق إفادته أكد أن حافلته تتوفر علي كل النوافذ ، فقط جملة «نافذة الإغاثة» غير مكتوبة على الزجاج ، ومع ذلك اعتبرت مخالفة أدى عليها 500 درهم.! إن الواقعة الثانية تطرح أكثر من سؤال.، فإذا سلمنا أن هذه الحافلة بدون نوافذ، فأين هو دور مصلحة المراقبة الموجودة بالمحطة الطريقة، والتي تتكون من موظف تابع لوزارة النقل و3 رجال شرطة، 2 منهم من أصحاب البذلة ، والذين مهمتهم السهر على عملية المراقبة، ابتداء من العجلات، مرورا بالإطار ونوع الكراسي، ثم الوسائل الخاصة بالوقاية و الاسعافات الأولية التي تكاد تنعدم في العديد من الحافلات! إنها حكايات من بين كثيرات تتناسل كل يوم رافقت دخول المدونة الجديدة حيز التنفيذ ، تؤكد أهمية وحيوية تأطير وتكوين المراقبين والمشرفين ورجال الشرطة والدرك ، وكل من له ارتباط بالمدونة وتطبيق بنودها، وذلك حتى لا تبقى عرضة لبعض التأويلات المزاجية أو الفهم الخاطئ!