وضعت مجلة « فورين بوليسي» الأمريكية رئيس الحكومة الإسبانية السابق، خوسي ماريا أثنار ضمن لائحة أسوأ خمسة رؤساء دولة أو حكومة سابقين في العالم . وحسب المجلة الأمريكية، فإن الأسباب التي تجعل من أثنار واحدا من أسوأ رؤساء سابقين في العالم متعددة ، منها تسرعه ، وهو على رأس الحكومة ، إلى اتهام منظمة إيتا غداة التفجيرات الإرهابية التي هزت مدريد في 11 مارس 2004 لأسباب انتخابية بحتة ، حيث كان يخشى أن يربط الناخبون الإسبان بين سياسته الخارجية المتجلية في مساندته لغزو العراق وبين التفجيرات ، وهو ما حدث فعلا حيث أن الانتخابات التشريعية التي جرت أياما قليلة بعد التفجيرات أدت إلى هزيمة حزب أثنار وصعود الاشتراكيين بقيادة رودريغيث ثاباطيرو . بالإضافة إلى ذلك، ذكرت المجلة بمواقف أخرى لأثنار من بينها هجومه الشرس على الحركات والمنظمات الإيكولوجية ، التي اتهمها بالسعي إلى تقييد الحريات ، وقوله إن على المسلمين أن يقدموا اعتذارا لإسبانيا «عن القرون التي كانوا يحتلون خلالها شبه الجزيرة الإيبيرية» ، وانتقاده للحركات الداعية إلى سن قوانين تحد من حوادث السير، حيث كان أثنار من المدافعين عن حق السائقين أن يقودوا سياراتهم حتى لو كانوا مخمورين . كما تطرقت المجلة إلى صداقة أثنار مع دولة إسرائيل، وهرولته للدفاع عنها بمناسبة ودون مناسبة وهجومه المتواصل على من ينتقدونها. واعتبرت وسائل إعلام إسبانية هذا الاختيار بغير المفاجئ بالنظر إلى أن صورة أثنار داخل إسبانيا التي تجعله بالفعل أحد أسوأ رؤساء الحكومة الذين عرفتهم البلاد بعد عودة الديموقراطية ، وذلك لأن الرجل يلقي بالكلام على عواهنه هنا وهناك ، دون الأخذ بعين الاعتبار صورة إسبانيا ومصداقيتها على الساحة الدولية ، وكمثل على ذلك زيارته إلى مليلية المحتلة في أوج الأزمة بين المغرب وإسبانيا ، وهو ما جعل جزءا كبيرا من صناع القرار السياسي ووسائل الإعلام في إسبانيا يعتبرونه شخصا « غير مخلص» ، « ينتهك الدور المؤسساتي التقليدي الذي يجب أن يلعبه رئيس حكومة سابق».