يختلف واجب الانخراط في جمعيات الآباء والأمهات والأولياء من جمعية لأخرى داخل المؤسسات التعليمية البيضاوية، فبالابتدائي يبدأ ب 20 درهما ويصل إلى 40 درهما عند بعض الجمعيات. إلا أنه بالإعدادي لا يقل المبلغ عن 50 درهما ، وهناك من أضاف 20 درهما على الواجب الأصلي مع حث التلاميذ على عدم دفع الأظرفة المتنبرة، التي عادة ما تبقى جامدة في الرفوف، فتكلفت الجمعية بإحضار الطوابع البريدية والأظرفة كلما طلبت الحراسة العامة ذلك، والباقي من 20 درهما يصرف على تجهيزات الإدارة أو اقتناء آلة ناسخة وأوراقها ، كما جاء على لسان العديد من رؤساء الجمعيات. أما بالنسبة للثانوي التأهيلي فمن الجمعيات من سارت على هذا النهج ، إلا أن هناك من رفع سعر الانخراط إلى 100 درهم! هكذا نجد أن السنوات الأخيرة عرفت «هدم» أو حذف مجموعة من المدارس العمومية الابتدائية والإعدادية بالمعاريف كابتدائية أنس بن مالك بنين و بنات و إعدادية ابن طفيل المجاورة لها لتخلفا وراءهما مساحة شاسعة تشهد حاليا أشغال بناء ناد لرجال التعليم تسهر على تشييده مؤسسة محمد السادس للتربية والتعليم . وحسب ما جاء على لسان مصدر مسؤول، «فإن هدم المؤسستين جاء بعد تقلص عدد التلاميذ بهما، فإعدادية ابن طفيل كانت تضم في آخر سنة دراسية لها 300 تلميذ في حين تفوق طاقتها الاستيعابية الخمسمئة . هذا العدد القليل ساعد في توزيع التلاميذ على الإعداديتين المجاورتين (ابن حبوس وبدر) بدون الوقوع في مشكل الاكتظاظ» . وبالنسبة لتلامذة أنس بن مالك فقد تم توزيعهم بين ابتدائية الطبري التي نقل إليها 180 تلميذا ليصبح العدد الإجمالي بها 450 مسجلا، كما جاء في تصريح لمدير المؤسسة ، في حين أرسل باقي التلاميذ إلى مؤسسة الإمام مالك أما أطر المؤسستين فتوزيعهم كان من طرف الأكاديمية و بشكل اختياري . الملاحظ ، وتبعا للمعطيات الميدانية انطلاقا من العديد من المستجدات، أن المدارس العمومية بمنطقة المعاريف أصبحت تعد على رؤوس الأصابع، وإذا ما استمرالوضع على ماهو عليه، بمؤشراته السلبية بالنسبة لتواجد التعليم العمومي بهذه النقطة الترابية البيضاوية، فليس من المستبعد أن يستمر النزيف، لتستيقظ ساكنة المنطقة، خاصة المنحدرة منها من أسر ذات الدخل المحدود، يوما على خلو المنطقة من حضور ل «الأقسام الدراسية العمومية»!