تحولت حديقة توجد بحي رياض السلام بالمحمدية، إلى خلاء تصطف وسطه عربات مجرورة، واسطبلا تتدافع فيه الحيوانات من البغال والحمير. وقدفشلت كل المساعي التي قام بها سكان الحي من أجل إثارة انتباه المسؤولين بالمدينة للالتفات لترميم الحديقة وإصلاح ما تبقى منها، وهي التي صرف من أجل إنجازها، قبل حوالي أربع سنوات، غلاف مالي كبير، والمثير في موضوع هذه «الحديقة» أنها توجد بمحاذاة الدائرة الإدارية السابعة والدائرة الأمنية! مجموعة من سكان المنطقة عبروا للجريدة عن امتعاضهم من الحالة التي آلت إليها وضعية حديقة استبشروا بافتتاحها خاصة بعد أن كان العامل السابق لعمالة المحمدية قد حضر شخصيا حفل تدشينها، وبعد أن ردد المسؤولون، حينها، أنها ستشكل متنفسا للمنطقة، وستزود بكل آليات صيانتها، كما سيخصص لها مزود مائي خاص لسقيها، وتم تخصيص غلاف مالي بقيمة كبيرة جدا لتحقيق ذلك، لكن للأسف، يقول أحد السكان:«لم يتحقق أي شيء.. تم حفر بئر لاستخراج الماء سرعان ما تم إغلاقه.. تناثرت مزروعات النباتات، ولم تفلح محاولات شخصية لبعض السكان في إعادة الحياة للحديقة.. وتحولت إلى مكان مهجور حوله البعض إلى شبه إسطبلات للحيوانات مما زاد من معاناة السكان.. وخلاء يعج بالمتشردين الذين يتخذون منه ملاذا لهم في ساعات الليل.. استبشرنا خيرا بعد افتتاح الدائرتين الإدارية والأمنية قرب الحديقة، لكن الحال استمر كما هو ولم يعد الأمر يحتمل مزيدا من الصبر.. نتوجه بندائنا للمسؤول الأول عن عمالة المحمدية، ونحن متفائلون باستعداده، كما عهدنا فيه، للاستجابة لندائنا لفتح ملف حديقة اخضرت لأيام معدودة، وذبلت بعد ذلك لأزيد من أربع سنوات..». «الحديقة» تشكل نموذجا لما يعانيه سكان حي رياض السلام منذ أن تم إحداثه وحي النهضة، خاصة أنهما أنجزا في إطار برنامج إعادة إسكان قاطني مدن الصفيح بالمحمدية، ورافق إحداثهما غياب تصور شامل يتضمن إحداث مرافق إدارية بالمنطقة، وانتظر السكان فترة طويلة قبل أن يلتفت مسؤولو السلطتين الإقليمية والمنتخبة قبل سنتين، لإحاطة المنطقة ببعض المرافق الادارية، مما خلف بعض الارتياح لدى السكان. لكن، ورغم كل المجهود المبذول من أجل إخراج «رياض السلام والنهضة» من عزلتهما، والقضاء على كل النقط السلبية التي تشكل معاناة يومية للسكان، فإن الواقع يؤكد ضرورة بذل جهود إضافية للرقي بالحيين لمصاف الأحياء ذات كل المقومات الحضارية المطلوبة. في هذا الإطار، وارتباطا بموضوع «الحديقة»، تبدو عدة حلول سهلة التفعيل، لإنقاذ فضاء يتطلع جميع السكان لعودة اخضراره، كما يطمحون في إحداث مزيد من الفضاءات الخضراء والرياضية والترفيهية بمنطقة تبحث عن الاندماج الإيجابي مع محيط مدينة المحمدية.