بحضور جماهيري كبير ووازن، وإلى جوار قبر الروائي المغربي الكبير إدريس الشرايبي، وبعيدا بمترين عن قبر المفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري، ووري الثرى، بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، بعد صلاة الجمعة أمس، المفكر الجزائري الكبير محمد أركون، بحضور أفراد عائلته. كانت كل أطياف الجسم السياسي المغربي، والجسم الثقافي والفني حاضرة (عدا ممثلي الحركات الإسلامية وحزب العدالة والتنمية)، مثلما حضر عدد كبير من الطلبة المغاربة الذين تفاعلوا مع طروحات الرجل أو حضروا إحدى محاضراته بالمغرب أو بفرنسا. ولأن لجنازة الراحل سياقاتها المغاربية اللافتة، فقد كان الحرص كبيرا، على أن يُلتفت لأدق التفاصيل المصاحبة للوداع الأخير للراحل الكبير. لقد حمل النعش من قبل أفراد العائلة وبعض من الجالية الجزائرية بالمغرب، وتقدمت الموكب الطويل عائلة الراحل وفي مقدمتهم زوجته وأبناؤه. الزوجة والعائلة، اللذين تقاطرت على مقر سكناهم بحي كاليفورنيا الراقي بالدارالبيضاء، وفود المعزين الرسميين والشعبيين، وكان المنزل مزارا طيلة الصباح للعديد من الشخصيات السياسية والفكرية والحقوقية والإعلامية. لقد حضر الجنازة، من الكتابة الخاصة لجلالة الملك الأستاذان الحجمري والنخلاوي، ومن الحكومة حضر وزير الثقافة بنسالم حميش، ووزير الإتصال خالد الناصري، وكاتبة الدولة في الشؤون الإجتماعية نزهة الصقلي. مثلما حضر أعضاء الإئتلاف المغربي للثقافة والفنون، والشاعر حسن نجمي مدير مديرية الكتاب والنشر والمخطوطات بوزارة الثقافة، وأعضاء من المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي وقيادة حزب التقدم والإشتراكية وأعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة وعدد من مناضلي اليسار المغربي، ومن مسؤولي المركزيات النقابية، والقنصل العام للجزائر بالدارالبيضاء، وممثلوا المنظمات الحقوقية والجمعيات النسائية، والمدير العام لشركة سابريس الأستاذ محمد برادة. وفيما وضع إكليل من الزهور على قبر الراحل الكبير، بعثه عمدة باريس دولانوي، فإن كل الحاضرين الكثر، قد سجلوا الغياب الكامل لمجلس مدينة الدارالبيضاء وعمدة المدينة (!!). ومما سجل أيضا، الحضور الكبير لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئىة والمسموعة، التي تسابقت على أخد تصريحات من المفكرين والمثقفين ورجال السياسة الحاضرين، وضمنها بعثة من الإذاعة الدولية للجزائر جاءت خصيصا من الجزائر العاصمة لتغطية الحدث. بل إن بعض الإذاعات الخاصة قد قدمت بثا حيا مباشرا من داخل المقبرة، حيث قدمت شهادات عدد من المفكرين المغاربة والعرب الذين حضروا الجنازة وكذا عدد من الشعراء والأدباء وقيادات الأحزاب السياسية المغربية. بعد انتهاء مراسيم الدفن، اصطفت عائلة الراحل، من زوجته وأبنائه، عند مدخل مقبرة الشهداء، لتلقي التعازي من الحضور، حيث توالى مرور المعزين طويلا، في مشهد فيه الكثير من التقدير للراحل الكبير، وكذا التعبير عن المشترك مغربيا وجزائريا، في رزأ الفقدان وحجمه.