هل تستوفي تغطيتنا الاعلامية لموضوع حساس كالسيدا جميع شروط المهنية والموضوعية مع الانزياح عن التهويل والتضخيم والإسقاطات السلبية التي يمكن أن يسقط فيها الصحفي؟ لماذا تتضارب المعطيات الخاصة بالموضوع بين منبر إعلامي وآخر؟ ما مدى تطويع المضامين العلمية لخدمة المرامي الاجتماعية في هذا الموضوع؟. أسئلة تشغل بال كل صحفي يطرق هذا الموضوع أو مواضيع مشابهة ذات حساسية خاصة لدى المعني بالأمر أو في المجتمع، جاءت الاجابة عنها من خلال عمل ميداني مر من منهجية تشاركية تشاورية مع الجمعية المغربية لمحاربة السيدا والنقابة الوطنية للصحافة، منهجية تتوخى الاستدامة. العمل أنجزه بدقة المتمرس، أستاذ المعهد العالي للصحافة الدكتور عبد الوهاب الرامي، وهو عبارة عن دليل هو الاول من نوعه على المستوى المغاربي والعربي، حيث يحاول الدليل ملامسة أوجه النقص الذي يقارب بها الصحفي هذا الموضوع، من حيث نقص الإلمام باستراتيجيات المنظمات الدولية والمحلية العاملة في الميدان، أو معرفة المعطيات الدقيقة والتشبع بأعراف وأخلاقيات المهنة خاصة ما يتعلق بالحياة الشخصية والحميمية للاشخاص المصابين. الدليل تطرق أيضا إلى مشكلة ندرة المصادر المتخصصة والمؤهلة لتقديم معطيات عن هذا الداء، وانعدام دورات تكوينية في هذا المجال، مع التطرق الى المبادئ العامة التي يجب أن تؤطر عمل الصحفي المشتغل في الموضوع، بالابتعاد عن الإثارة والتهويل وتفادي التعاطي مع الداء من منطلق القدَرية، حيث يقترح الدليل منهجية عمل كفيلة بإنتاج خطاب إعلامي حول السيدا موضوعي وإيجابي. ولم يفت د. الرامي الإشارة الى الصعوبات التي يصادفها الصحفي للدفاع عن هذا الموضوع داخل هيآت التحرير.