يبدو ان الهجرة وإشكالاتها تطارد وزير الهجرة الفرنسي ايرك بيسون حتى في حياته الخاصة. فمنذ ان قرر الزواج مع طالبة اجنبية من تونس لا يتجاوز سنها 24 بعد ان طلق زوجته سنة 2009 .قرر عدد من رواد الفايس بوك الحضور الى الزفاف متنكرين بلباس الغجر من أجل التشويش على زواج الوزير الذي كان مقررا يوم 16 من شتنبر بباريس. وهو ما جعل الوزير يخرج عن صمته ويقرر التأجيل وإجراء زواجه بشكل سري « لقد قررت تغيير تاريخ ومكان الزواج حتى يعود الى حجمه الحقيقي وهو انه مجرد قضية خاصة» واضاف الوزير في تصريح الى وكالة الانباء الفرنسية « انني لست خائفا منن التشويش اوالمزح لكنني لا اريد استعمال القوات العمومية في شان يعتبر خاصا.مكذبا ان يشارك الرئيس الفرنسي في هذا الحفل.»مشتكيا في نفس الوقت ان احد اليوميات الفرنسية نشرت تاريخ ومكان زواجه دون ان تخبره بذلك.مضيفا ان لا يريد هذا العيش تحت مراقبة الصحفيين ومصوري المشاهير الذين يقومون بالتحقيق في حياته الخاصة وحياة رفيقته كما يحدث مند عدة اسابيع. وزير الهجرة ايريك بوسون البالغ من العمر 52 سنة يريد الزواج من ياسمين توجمان تبلغ من العمر 24 سنة وهي طالبة اجنبية تتابع دراستها بمدرسة الفنون تنتمي الى عائلة وسيلة بوركيبة. والوزير كان متزوجا في السابق من استادة الجغرافية بجامع باريس الرابعة سيلفي برونيل وله معها 3 اطفال. وقد كشفت احد المواقع الالكترونية الفرنسية ان الوزير سيلتحق بالاسلام وذلك من اجل تهدأة نبيلة جدة ياسمين التي لم تكن راضية على زواج حفيدتها بغير مسلم وهو ما وعد به الوزير عائلة الطالبة ياسمين في احد زياراته الاخيرة الى تونس. يبدو ان الحياة الخاصة لوزير الهجرة الذي عرف بقوانينه المتشددة ضد الهجرة والزواج المختلط والتصريحات النارية ضد المهاجرين والدعوة الى النقاش حول الهوية الفرنسية التي تحول الى خطاب معادي الى الاسلام ،يجد نفسه في وضع عدد كبير من الفرنسيين الذي ارادوا االزواج مع اجنبيات ليجدوا انفسهم امام مساطر جد معقدة دون الحديث عن التعقيدات الثقافية التي يجب تجاوزها هي الاخرى. بل ان الصدف قادته ليصبح في وضع جد حرج ومتناقض مع ما يقوم به كشخصية عمومية تقود سياسة جد متشددة بل عدوانية ضد الهجرة من اجل ارضاء اليمين المتطرف. لكن كما يقول المغاربة «الحب صعيب» ويمكن ان يقودك الى التناقض مع افكارك السياسية التي تدافع او تناضل من أجلها. التساؤل المطروح هو هل سيقاوم وزير الهجرة الفرنسية هذه الضغوطات التي توالت عليه والتي فرضت عليه الزواج بشكل سري رغم انه مطلق ولا يسعى الى التعددية ، هذه السرية االتي تعتبر لعنة تطارد مئات الالاف من المهاجرين عندما يفقدون وضعهم القانوني؟وهي فئة يعرفها الوزير لإشتغاله على ملفاتها ليل نهار.وفي حالة زواج الوزير وتحوله الى الاسلام هل ستقبل به الاغلبية الحكومية الحالية التي يقودها نيكولا ساركوزي والمعروفة بمحافظتها وقربها من الناخبين اليمينيين المتطرفين الذين يغازلهم الرئيس الفرنسي باستمرار.حب وزير الهجرة الفرنسي لعربية مسلمة يمكن ان يفقده منصبه في التعديل الحكومي المرتقب.لكن الحب هو تضحية؟ أليس كذلك ..