مرّت أيام الأسبوع الثقافي الدورة الثانية لبوعرفة وقبائل بني كيل بجماعاتها الأربع: بوعرفة ، تندرارة، معتركة، وبني كيل ، ورغم المجهودات المبذولة تنظيما وتنفيذا، فإن ما ميز هذا الأسبوع غياب مقاربة تشاركية فعلية واعدة على الصعيد الإقليمي أو الجهوي في إطار خلق لبنة لجهوية متكاملة، دليلا على ولوجها وتحويلها إلى مؤسسة قائمة بذاتها، موقعة بالأحرف الأولى على تنمية إقليمية فاعلة، الشيء الذي عكسه الأسبوع. إن البطء في ملامسة إقليم فكيك وتأهيله منذ ما يقارب السنة من الزيارة الملكية للإقليم ، وغياب تنفيذ المشاريع المقررة تنفيذها تباعا، ساهم بشكل أو آخر في عرقلة المؤهلات المجالية، والتي بدورها تعيق وتشجع انطلاقة واعدة لخلق استثمارات متنوعة، حيث تبقى المحافظة على الموروث الثقافي هدفا لا وسيلة لتنمية مؤهلة بكل صيغها وأبعادها، و تبقى عدمية المصادر الأساسية من شغل ودخل أهم السمات لخلق تنمية إقتصادية محلية وبالتالي إقليمية مستدامة ، وتبقى المناطق التي يتكون منها الإقليم مناطق عبور واستيلاب، المؤدية إلى عدمية مفهوم التنمية كرهان، لا مناطق استقطاب تبرز فيها الوظائف الحقيقية التي تلعبها المنطقة لضمان استقرار بشري واقتصادي وسياسي. إنّ غياب استحضار العناصر المصاحبة في ملتقى بوعرفة، يُعدّ تزكية تغييب المنظور الجهوي من على خريطة جهوية سياحية متكاملة عن إقليم فكيك إذ لم يستفد الإقليم من هذه الملتقيات ومن المهرجانات والمواسيم، فيما يخص الجانب السياحي المنظم، وغياب شراكات في الموضوع أوغيره، دعما لوضع لبنات صلدة وبنا سرح جهوي سياحي متكامل ولو في شقه المهزوز الفردي، رغم اعتراف وزيارة المجموعة الاسبانية للعقار السياحي فاديسا، التي أبدت من خلالها استعدادها جعل بعض مناطق الإقليم ضمن مخططاتها والتي لم تعرف النور لعدم تفاعلها و مع واقع الحال. وإذا كان مفهوم التنمية كلغة وكنشاط اقتصادي بصفة خاصة ، فإن النشاط السياحي في شقيه كأي نشاط لم يحكمه منطق الحكمة والحكامة، لارتباطه بالظرفية الراهنة التي تعيشها المدينة جراء عدم تغليب المصلحة العامة للمدينة لتحقيق طفرة في الموضوع، وحل فوري لمشاكل طابور صفوف المعطلين التي تزداد وتتنوع أسماؤها لانعدام مصادر تنموية.