في الوقت الذي يطالب آلاف المغاربة، إقليميا ودوليا، باستعادة ممتلكاتهم في الجزائر بعدما أقدم الراحل الهواري بومدين على طردهم في أواسط السبعينيات، يحاول زعماء قصر المرادية بكل الوسائل الالتفاف حول الموضوع، بتسخير عائلات جزائرية لمطالبة المغرب ب 20 ألف هكتار. وإذا كانت للمغاربة مطالب مؤجلة على الحدود الشرقية، ولديهم مطالب أخرى لترسيم الحدود، ليس على الشاكلة التي تركها المستعمر الفرنسي، فإن ما يقوم به القادة الجزائريون من تحرشات يائسة تجاه الوحدة الترابية للمغرب يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن التخبط وصل مداه، وأن العزف على وتر «الشعب الصحراوي» خارج «صحراء الجزائر»، وقريبا من غصة «حرب الرمال»، لم يعد مقنعا حتى بالنسبة لبعض قادة البوليساريو أنفسهم، خاصة بعد الالتحاقات النوعية بأرض الوطن، وبعد الضجة التي أحدثها موقف المفتش العام للشرطة المدنية المكلفة بالمحافظة على الأمن بالمخيمات، مصطفى سلمة سيدي مولود، والذي نادى من قلب مدينة العيون ب«خروج مشرف لحل النزاع». فماذا ينتظر جنرالات الجزائر للعودة إلى مواقعهم أمام مدافع الإرهاب التي تهدد أمن بلادهم، بدل التحرش بمصالح المغرب وحقوقه الثابتة في الصحراء؟