اعتبر الهادي بكوش الوزير الأول السابق لتونس وممثل رئيس الجمهورية التونسية في الذكرى الأربعينية للمقاوم المغاربي حافظ ابراهيم، أن حافظ إبراهيم كان أحد أبناء المغرب العربي البررة الذي يعتقد بأن شمال إفريقيا وحدة لا تقبل التجزئ، وعلى أن الاستعمار الذي احتل البلدان المغاربية بالسلاح لا يمكن خروجه منها إلا بالسلاح والمقاومة الوطنية. قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء للمقاومين وجيش التحرير ان تكريم المقاوم المغاربي حافظ بن راجح إبراهيم ليس مجرد فعل عادي بقدر ما هو شأن عال وذو قيمة رمزية ومعنوية لا تقدر ولا توزن إبعادها ودلالاتها، فهو مبرة بالغة السمو والنبل، وهو لمسة روحية يهتدي إليها السالكون الى مدرسة الوطنية والمواطنة الايجابية التي تصدر عن مبادئ القيم وقيم الوفاء والعرفان لدوي الفضل بأفضالهم. وأضاف الكثير في كلمة بمناسبة ا الذكرى الأربعينية لوفاة المقاوم المغاربي حافظ إبراهيم ليلة الخميس 19 غشت 2010 بالرباط ، أن هذا الرجل كان أحد الركائز الأساسية والدعامات القوية والراسخة لحركة التحرير الوطنية في شمال إفريقيا بالخارج سواء بالنسبة لتونس أو الجزائر او المغرب، حيث كان سندا داعما للحركة الوطنية المغربية والحركة الجزائرية بشتى أشكال وصيغ المساندة والدعم، لقد كان بالنسبة للحركتين الوطنيتين بالجزائر والمغرب ركنا أساسيا في ربط العديد من الاتصالات باسبانيا وتأمين سيرورة عمل المقاومة والتحرير والجهاد. ومن جانبه اعتبر الهادي بكوش الوزير الأول السابق لتونس وممثل رئيس الجمهورية التونسية في هذه الذكرى الأربعينية، التي حضرها الوزير الأول عباس الفاسي والشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين وممثلو الأحزاب السياسية والنقابات وسفير دولة فلسطين، وأعضاء المقاومة وجيش التحرير ومجايلو الفقيد، أن المقاوم حافظ إبراهيم كان أحد أبناء المغرب العربي البررة الذي يعتقد بأن شمال إفريقيا وحدة لا تقبل التجزئ، وعلى أن الاستعمار الذي احتل البلدان المغاربية بالسلاح لا يمكن خروجه منها إلا بالسلاح والمقاومة الوطنية. وذكر الهادي بكوش أن حافظ إبراهيم قدم دعما لوجيستيكيا وماديا كبيرا للحركة الوطنية المغربية والجزائرية، حيث كان الفقيد قد اشترى من ماله الخاص 17 قطعة سلاح في اسبانيا وقدمها لعبد الكبير الفاسي وعبد الرحمان اليوسفي آنذاك في الخمسينيات، مضيفا أن هذا المقاوم المغاربي سيبقى مرجعا للوفاء والتضحية والوطنية والوحدة المغاربية يعتز به كل تونسي وجزائري ومغربي. وبعث عبد الرحمان اليوسفي الذي تعذر عليه الحضور للرباط بسبب ظروف قاهرة، ببرقية شارك فيها الحضور لحظة الوفاء والتقدير العرفان والاعتزاز لما قدمه الفقيد لبلدان المغرب العربي للمقاومة المغاربية إبان فترة الاستعمار. ولد المرحوم حافظ إبراهيم بن راجح في قرية ايكودا بالساحل التونسي بتاريخ 15 ماي 1916، بعد مشاركة قوية في النضالات التلاميذية، اجتاز امتحان الباكالوريا 1934 في شعبة الفلسفة بتفوق، لكن القوانين الفرنسية لم تكن تسمح له بممارسة أستاذ الفلسفة، فقرر أن يصبح طبيبا، فتخرج طبيبا سنة 1944 ، خلال الدراسة انتخب كاتبا عاما لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا وكان يرافقه بباريس الطالبان الفاطمي الفاسي والخلطي كما تعرف في مونبلي على عبد اللطيف بنجلون والدكتور المهدي بنعبود ومولاي أحمد العلوي، وبعد إقامته في سان سيبستيان وفونترابي على الحدود الفرنسية الاسبانية توجه الى مدريد بغاية الاشتغال في الطب غير أن القانون الاسباني لم يسمح له بذلك ففتح مختبرا للأدوية ونجح في ذلك حيث حقق المختبر شهرة دولية كبيرة، لقد كان هذا النشاط المهني مظلة لنشاطه السياسي وتحديدا لخدمة قضايا تحرير أقطار المغرب العربي.