غاب المخرج المغربي الشاب هشام عين الحياة عن العرض الأولي لتجربته الجديدة مع القناة الثانية «أولاد البهجة»، غير انه في رحاب حضور جمهور من الفنانين والاعلاميين الخميس الماضي، نابت عنه متواليات أحداث شريطه التلفزيوني وشخصياته المشاركة مع في بلورة باكورته الفنية هاته، نابت عنه لتجديد وصل المشاهد بأعمال تخييلية كوميدية رزينة وتقدم صورة ايجابية عن كفاءة تلفزيونية مبدعة في المهجر. اختار هشام عين الحياة أن يجعل من تيمة «الجهوية» بمعنى الاختلاف اللغوي والجغرافي في ربوع المغرب ضمن متواليات أحداث شريطه التلفزيوني «أولاد البهجة» مركبة بشكل بسيط، خيطا رابطا أفضى الى إبراز الثراء والتنوع الثقافي والحضاري الذي يعيشه سكان المغرب وكرم الضيافة والعيش المشترك المبني على التضامن. يحكي، الفيلم التلفزيوني «أولاد البهجة»، الذي تقدمه القناة الثانية مساء الاربعاء المقبل، قصة «نزار»، ممثل إحدى الشركات العقارية بطنجة، الذي ورث رياضا بمراكش. إلا أن زوجته سلمى ترفض الاستقرار هناك لأنها لا تحتمل المدينة الحمراء وأناسها الذين تجدهم مترهلين وغير جديين. يقرر نزار إذن، إدخال بعض الإصلاحات على الرياض بغرض بيعه لمن يقترح أعلى سعر. ولسوء حظه، يكتشف نزار نفسه محاطا بمستخدمين مزيفين، لا يتقنون أي شيء، مما ساهم في تعقيد حياته، وتأخير أشغال ورشته. لكنه مع مرور الوقت، سيجد هذا الشاب الشمالي نفسه يتكيف أكثر فأكثر مع مدينته الجديدة وطقوسها وحرارة أناسها... تمكن المخرج المغربي الشاب، في هذا الشريط الذي لعب دور البطولة فيه كل من هشام السلاوي ، نبيلة حرفان، مصطفى تاهتاه، محمد الشوبي، رفيق بوبكر، وسعيد آيت باجة بالإضافة الى وجوه فنية أخرى، أيضا من أن يبرز دلالة الانتماء للمغرب كبلد أم، ومدى تشبت المغاربة بثراتهم وأصولهم بالرغم من الهجرة إلى أوطان أخرى. كما ترجم الشريط التلفزيوني «أولاد البهجة»، الذي كانت كانت لمسات طاقمه التقني والتمثيلي بادية وواضحة منحت جاذبية للمتابعة، الحس المقاوماتي للمواطن المغربي لكل فكر استعماري وإن استعمل أساليب جديدة تتخد من العقار واغتنم فرصة حاجة المغاربة للمال واتخذها ذريعة له للسطو على جزء من تاريخ المغرب. هكذا، وباستثناء لحظات تقنية غير موفقة على مستوى الصوت في أجزاء من الشيريط، وتحول المخرج من تمكنه من السناريو البسيط والمحبوك بشكل جيد وكذا توفقه في إدارته للممثلين، تحول الشريط من صيغته التخيلية التي نجحت في تصريف فكرة الحفاظ على الارث في كل تجلياتها ودفع تفويته للأجانب، تحول الشريط الى صيغة النصوح وسقط في الموعظة المباشرة التي لوطالت بعض قليل لأفسدت متواليات أحداث الشريط التي أبرع في ربط خيوطها، ضافيا عليها منطقا دراميا وكمويديا متينا شد إليه المشاهد.