خرج سكان حي خيبر المجاور لموقع الحامة لمنع شاحنة نقل النفايات من ولوج مطرح الأزبال، في وقفة احتجاجية عبروا خلالها عن غضبهم وتذمرهم من الكارثة البيئية والصحية التي ألمّت بهم بعدما حول المجلس الجماعي موقع الحامة الأثري إلى مطرح للأزبال والنفايات، وماترتب عن هذا الوضع من أضرار أنفذت صبر السكان الذين ضاقوا ذرعا من شدة الروائح الكريهة والدخان الكثيف الناتج عن حرق الأزبال. كما عبر المتظاهرون خلال هذه الوقفة عن استيائهم من صدود المسؤولين المحليين ولامبالاتهم بمعاناة المواطنين، حيث لم يكترثوا لا للشكايات ولا للمراسلات الصحفية التي سبق أن عبرنا من خلالها عن خطورة الوضع وما قد يترتب عنه من عواقب وخيمة .. وخصوصا منهم رئيس المجلس البلدي الذي لم يحرك ساكنا بل فضل الحل السهل والإختباء وراء مبررات واهية وكأن سلامة السكان وصحتهم ليست بالأمر الضروي والمُلِح? وهذا ما يدفع فعلا إلى التساؤل عن جدوى مجلس جماعي برهن بالملموس عن عجزه وانشغاله عن مشاكل المدينة وإيجاد الحلول لها؟ فإذا كان موقع الحامة بقِدمه في التاريخ وما يمثله لساكنة المدينة وزوارها من مكسب من خلال ما يوفره لهم من فضاء للنزهة والإستحمام لم يحفز المسؤولين للمحافظة عليه والعناية به، كان من أضعف الإيمان أن تكون لسلامة السكان وصحتهم الأولوية الكبرى التي لا تنازل عنها..! لكن، يبدو أن انشغالات المجلس الجماعي الخاصة لا تدع له مجالا للتفكير في مشاكل المدينة وإيجاد الحلول لها، وهذا ما يبرر فعلا ما تعيشه المدينة من فوضى عارمة على جميع المستويات..