أكدت أن الأئمة فى مصر يخشون من «تهديد المسلسلات الرمضانية» لضياع القيمة الروحانية لشهر رمضان الفضيل، قائلة إن قنوات التليفزيون المصرى تشن «حرباً شرسة» لكسب الجمهور والدعاية الإعلانية خلال شهر رمضان. وقالت الصحيفة، فى تقرير لها، إن الأئمة المصريين يخشون من صرف المسلمين عن أداء تقاليدهم الدينية والروحية فى الشهر الكريم بسبب المسلسلات الدرامية والتاريخية، مضيفة أنه فى بداية الشهر بدأت القنوات فى عرض 48 مسلسلاً، وتقريباً نفس العدد من البرامج المعدة خصيصاً لهذا الشهر. ونقلت الصحيفة عن أحمد حماية، إمام مسجد السلطان حسن بالقاهرة، قوله إن «شهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهراً لمشاهدة المسلسلات التليفزيونية». وأوضحت الصحيفة أن الإحصاءات الصادرة عن مركز البحوث العربية توضح أن شهر رمضان هو موسم «ذروة الإعلانات» فى مصر، مضيفة أنه تم إنفاق 146 مليون دولار خلال شهر رمضان العام الماضى، وهو ما يمثل حوالى 62 بالمائة زيادة عن أى وقت آخر فى العام. واعتبرت الصحيفة أنه إطلاق قناة «دراما 2» يعتبر أيضاً من وحى الإنفاق الكبير على الدعاية خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك قناة «القاهرة والناس» التى أطلقها المخضرم طارق نور، صاحب وكالة الدعاية والإعلان، التى تبث فقط خلال شهر رمضان. وذكرت أن المنافسة بين العروض والمسلسلات الرمضانية المقدمة على قنوات التلفزيون المصرية ألهت الكثير من المسلمين في مصر عن أداء الطقوس الدينية المرتبطة بشهر رمضان المبارك. لافتة الانتباه إلى أن «ملايين من المصريين يتابعون المسلسلات بعد تناول وجبة الإفطار، وحتى فجر اليوم الثاني». وانتقد العديد من رجال الدين المصريين «رواج هذه المسلسلات خلال الشهر الكريم»، لافتين الانتباه إلى أنه «يجب أن يكون شهر عبادة وليس متابعة لبرامج التليفزيون». وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن «المنافسة الشديدة بين قنوات التليفزيون المصرية لاستقطاب أكبر عدد من الجماهير، ومن ثم عرض أكبر عدد من الإعلانات خلال شهر رمضان الكريم، نتج عنها كم هائل من المسلسلات باختلاف أنواعها سواء الدراما التاريخية أو الاجتماعية أو الدينية أو الكوميدية». وبلغت كلفة إنتاج 50 مسلسلاً مصري هذا العام حوالي 750 مليون جنيه (131 مليون دولار) وسط انتقادات شديدة حيث تعتبر الأكثر كلفة في تاريخ الدراما التلفزيونية المصرية. وتعرض إنتاج هذا العدد الكبير من المسلسلات هذا العام إلى انتقادات شديدة لأسباب عديدة منها أن ارتفاع الكلفة يؤدي إلى زيادة المساحات الإعلانية أثناء العرض على حساب وقت المشاهد والإغراءات التي يتعرض لها من قبل الشركات المعلنة.