يبدو أن معاناة سكان مدينة مكناس مع الانقطاعات المتتالية للماء الصالح للشرب لن تتوقف في الوقت القريب، إذ لم تقتصر هذه الانقطاعات كما كان عليه الحال من قبل على الليل بل تعدته إلى أوقات مختلفة في هذا الشهر العظيم، قبل آذان الفجر إلى حدود صلاة العصر لينقطع مرة أخرى قبل آذان المغرب إلى أجل غير مسمى وبدون سابق إنذار من لدن الساهرين على ذلك. وإذا كان التأثير مباشرة يضر بربات البيوت اللواتي يبقين رهينات الانقطاع والعودة، في هذا الشهر المبارك، وبصحة المواطنين نتيجة الروائح المنبعثة من قنوات الصرف الصحي، فإن الآثار السلبية على الحركة الاقتصادية بالعاصمة الإسماعيلية تزداد سوءا بسبب هذه الانقطاعات، حيث تتوقف جل المخابز عن عجن الخبز والحلويات التي يزداد عليها الطلب قبل أذان المغرب، والمقاهي عن خدمة زبنائها بعد ذلك أما المصلون فذاك أمر آخر التيمم والتيمم و...... ولم نتمكن من الاتصال بمسؤولي الوكالة طيلة نهار أول أمس الأربعاء إما لكون الهاتف مشغولا أو لا يرد. فإلى متى تبقى هذه المدينة عرضة للإهمال والتقصير حتى في حقها في الشرب الذي قاومت من أجله الاستعمار في معركة وادي بوفكران التاريخية. وإلى متى يبقى الاستهتار والاستخفاف بحقوق وكرامة المواطن هي العملة السائدة لدى مسؤولي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس؟