خلفت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسي ماريا أثنار إلى مليلية المحتلة جدلا كبيرا داخل إسبانيا ، خصوصا أنها جاءت في وقت تتجه فيه مدريدوالرباط إلى احتواء الأزمة الحالية ، وقبله كانت زيارة إستيبان غونزاليز المسؤول عن التواصل بالحزب الشعبي وتصريحاته النارية ضد المغرب وحكومة ثاباطيرو، مما يؤشر على توجه واضح لليمين الشعبي لتأجيج الوضع ، خصوصا أنه ، تحت قيادة أثنار، افتعل قبل ثماني سنوات أزمة مع بلادنا بسبب جزيرة ليلى المغربية، كادت تؤدي إلى مواجهة بين الطرفين ، جعلت أطرافا دولية تتدخل لنزع فتيلها أثنار الذي توجه إلى نقطة الحدود الوهمية ، مدفوعا بالحنين إلى أيام المواجهة مع المغرب صيف 2002 ، صرح بأن مليلية المحتلة تعيش في ظل أجواء من التحرش والإهمال ، وهو ما اعتبر هجوما مزدوجا على المغرب وحكومة ثاباطيرو ، معلنا « تضامنه» مع شرطة الحدود الوهمية التي تزعم أنها تتعرض إلى استفزاز نشطاء مغاربة . الحكومة الاسبانية ، وعلى لسان وزير التجهيز خوسي بلانكو، اعتبرت هذه الزيارة « خيانة للحكومة ولإسبانيا» مضيفة أنها لا تساعد على إيجاد حل للمشكل القائم ، وأنه ، أي أثنار ، يعلم أن زيارته لا تدفع باتجاه هذا الحل ، كما انتقد بلانكو إقدام أثنار على هذه الخطوة دون إشعار الحكومة كما تقتضي التقاليد السياسية في إسبانيا . وشن بلانكو حملة على أثنار، متهما إياه بالانتهازية لأنه «خلال ثماني سنوات مدة رئاسته للحكومة لم يقم بأية زيارة رسمية إلى مليلية» ، حيث أن الزيارتين اللتين قام بها إلى المدينة المغربية المحتلة ، في سنة 2000 و 2004 تمتا خلال الحملة الانتخابية وبصفته زعيما للحزب الشعبي. من جهتها اعتبرت ترينيداد خيمينيز ، وزيرة الصحة ، هذه الزيارة عرقلة للجهود التي يقوم بها البلدان لاحتواء الأزمة ، مطالبة الحزب الشعبي بترك الحكومة تتصرف إيمانا منها بأن المشكل مع المغرب سيتم حله . وفي ظل هذه الأجواء واستعدادا للقاء الذي ستحتضنه الرباط يوم الإثنين القادم بين وزيري الداخلية في البلدين ، الطيب الشرقاوي وألفريدو بيريز روبالكابا ، عقد أول أمس الأربعاء اجتماع بمقر وزارة الداخلية، ترأسه إبراهيم بوفوس الوالي المدير العام للشؤون الداخلية وفرانسيسكو خابيير فيلاسكيز المدير العام للشرطة والحرس المدني بإسبانيا. وذكر بلاغ مشترك صدر في أعقاب هذا الاجتماع ، أن «جدول الأعمال تمحور حول قضايا الإرهاب ، والهجرة غير الشرعية ، وتهريب المخدرات، والتعاون الأمني، والقضايا ذات الاهتمام المشترك . وأعرب الجانبان خلال هذا الاجتماع ، عن ارتياحهما لجودة التعاون بين مختلف المصالح والذي يعكس العلاقات المتميزة القائمة بين المملكة المغربية وإسبانيا، والتي مكنت من بلوغ نتائج مرضية في المجالات الآنفة الذكر» . من جهة أخرى أكدت مصادر متطابقة في الناظور أن عملية عبور الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ومواد البناء إلى مليلية عادت إلى طبيعتها بعد تعليق الحظر الذي فرضته فعاليات المجتمع المدني بالشمال إلى نهاية شهر رمضان ، وذلك للسماح للمسؤولين بالبلدين « بمناقشة المشاكل العالقة» .