- للمرة الثانية تشاركين في هذا اللقاء حول «نساء المغرب هنا وهناك» ،ما هو تقييمك لهذه المشاركة؟ - لقد شاركت في الدورتين والانطباع الذي خلفته لدي هذين المشاركتين ان هناك سياسة تهتم بنا كنساء سواء ببلد الاستقبال فرنسا او ببلدنا الاصلي المغرب..والتساؤل الذي يراودني هو ما هي التحولات التي عاشتها هؤلاء النساء المهاجرات منذ عقد السبعينات الى اليوم . بالنسبة لفرنسا النساء كانوا فقط مرافقات للأزواج ولم يكن مقررات في هذه الهجرة وكانوا مرتبطات بالرجل وبإقامتهم وكان الرجل المهاجر هو من يشتغل ويقدم دخله الى الاسرة في حين النساء كان مكانهم المنزل.بمعنى ان المرأة كانت تابعة لرجل المهاجر في كل مناحي حياتها . وكان وضعها يتعقد خصوصا في حالة الطلاق او عندما تتعرض للعنف من طرف الزوج لتجد نفسها بدون دخل. لكن اليوم الوضع تغير بالنسبة لهؤلاء النساء . بصفتي رئيسة جمعية الشيباني بمدينة نيس استقبل كذلك الشيبانيات اي النساء المهاجرات اللواتي وصلن سن التقاعد .ومنذ 9 سنوات اشرف على تسيير هذه الجمعية التي بدأت في السنوات الاخيرة تستقبل عددا كبيرا من الشيبانيات في سن التقاعد .وعندما تسمع الى مسار حياتهن تلاحظ ان منهن المطلقات ومنهن من فقدن ازواجهم ومنهن الضحايا . بعض النساء اليوم لهم نفس طريقة وسلوك الرجال المهاجرين في الستينات ،فهن يشتغلن ويبعثن بتحويل بنكي الى الابناء بالمغرب من اجل مساعدتهم .هناك ايضا نساء من الجيل الاول لهم معانات كبيرة بفعل الطلاق ولعدم تمكنهم من العمل طوال حياتهم ويعشن فقط من خلال المساعدات الاجتماعية التي تمنحها الدولة وهي جد محدودة. - هل بالفعل النساء من الشباب اليوم ينجحن أكثر من الرجال؟ - هذا واقع اصبحنا نلاحظه بالهجرة .بفرنسا هناك دراسات أتبتت ان الفتيات ينجحن اكثر في الباكالوريا من الفتيان ويقمن بمسار دراسي أطول كما يحصلن على استقلالهم المادي بسرعة اكبر من الفتيان وبفعل الضغط الذي يتعرضن له داخل اسرهن فان المنفذ الوحيد بالنسبة لهم هو الدراسات. لهذا منهن من يصبحن نساء أعمال وربات مقاولات أوسياسيات ومن هن من يقمن بدور في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية وأصبحنا نجدهم في كل المجالات من طبيبات ،محاميات ومهندسات أي نجدهم في كل مجالات العمل. وبعض النساء يعانين من القمع رغم قيامهن بدراسات جانعية طويلة هناك داخل أسرهم من يحاول منعهن من إتمام الدراسة اوالاستقلال في مسارهن عن الاسرة لهذا تبلجا بعض النساء الى القطع مع الاسرة للعيش بعيدا عنها. - انت تشرفين على جمعية حول المتقاعدين بالهجرة « شيبانيين» ما هي التطورات التي عرفها هذا المجال خاصة ان هناك بعض المتقاعدين يستقرون بفرنسا رغم أن الأسرة مستقرة بالمغرب ؟ - عملي كمساعدة اجتماعية جعلني اعرف مشاكل هذه الفئة الاجتماعية حتى قبل تأسيس جمعية الشيباني التي ما زلت اترأسها بدأت هذه الفئة الاجتماعية من المهاجرين تتعرض للمشاكل منذ عقد الثمانينات وبداية التسريحات في صفوفهم واصبح عدد من هؤلاء العمال المهاجرين يعيشون على المساعدات والتعويضات التي تقدمها بعض المؤسسات بفرنسا .من هنا انطلقت مشاكلهم بعد ان فقدوا هويتهم كعمال وهناك من تعرض لأزمة نفسية لأنهم لم يتعودوا على البطالة بعد ذلك جاءت التقاعد وهو مفهوم لا يوجد بثقافتنا.وأغلبهم عندما جاء الى فرنسا كان أمله قضاء 5 أو10 سنوات للحصول على المال الكافي والقيام بمشروع والاستقرار بالبلد الأصلي لكن اغلبهم وجد نفسه شيخا ولم ينتبه لمرورالسريع لزمن.ولا أحد كان ينتظر هذه الوضعية لا الحكومة الفرنسية ولا الشيبانيين أنفسهم. وهذا الوضع لم يعرف أي احد كيف يعالجه في هذه الظروف جاءت الجمعية فهي خلقت من أجل ومع هؤلاء الشيبانيين.وأغلبهم يقضي وقته بين البلدين ولا يعرف حتى أين سينهي حياته وكلهم يقول لك لا أعرف لقد فشلت في حياتي مشروعنا هو إعادة الاعتبار إليهم والى عملهم .والى ما قدموه الى اسرهم بالمغرب الشباني المتقاعد يحس انه مهاجر بفرنسا ،مهاجر ببلده الأصلي ،أما أبناؤه وأطفاله وزوجته لا يفكر الا في تحصيل الاموال واغلب هؤلاء المتقاعدين لا يحصل على ما يكفي. .