دعا الناقد نور الدين محقق إلى بذل المزيد من الاهتمام بمجال كتابة السيناريو، وفتح المجال أمام المشتغلين به أو الذين يسعون للتكوين فيه «إذا نحن أردنا للسينما المغربية أن تحقق مزيدا من التألق» واعتبر نور الدين محقق، في مقال بعنوان «السينما المغربية .. بحث في مشكلة السيناريو» نشرته جريدة (الحياة) اللبنانية في عددها ليوم الجمعة، أن مشكل كتابة السيناريو في المجال السينمائي المغربي لا يزال مطروحا في قلة وجود كتاب سيناريو متخصصين في المجال. خاصة، يقول محقق، أن الأفلام السينمائية المغربية التي تنال الدعم يتم منحها ذلك اعتمادا على السيناريو المقدم وليس على الفيلم المنجز «وهنا يطرح الإشكال، فقد يكون السيناريو المقدم جيدا ولكن عملية إنجازه على مستوى الإخراج السينمائي قد تفقده بعض وهجانه الإبداعي» ويضيف أن ««إمكانية حدوث العكس ممكنة، فقد يتحول سيناريو يبدو عاديا إلى فيلم ناجح إذا توافر له المخرج القوي» مشيرا إلى أن هذه المسألة «لا تشمل السينما المغربية فحسب» بل إنها «معروفة على المستوى العالمي». ولاحظ الناقد أن هاجس كتابة السيناريو المحكم المبني على حكاية عميقة وذات بعد فكري عميق ظل يشغل بال المشتغلين في هذا المجال. وأضاف أنه بدأ الحديث عن ضرورة إيجاد كتاب سيناريو متخصصين يعرفون قواعد الكتابة السيناريوية والدعوة إلى الانفتاح على المتخيل الروائي والقصصي المغربي بغية الاستفادة منه على صعيد الحكاية المقدمة والمتخيل المعبر عنه فيها خاصة أن فني الرواية والقصة في المغرب عرفا ازدهارا مشهودا في السنوات الأخيرة سواء في المغرب أو في الأقطار العربية. كما بدأت الدعوة أيضا, يقول كاتب المقال, إلى ضرورة الاشتغال على الموروث الشعبي والثقافي العام الذي يزخر به التراث المغربي وهو ما دعا بعض كتاب السيناريو في المغرب إلى الاشتغال على هذا الجانب. وأشار إلى أنه «في مجال انفتاح السينما المغربية على الروائي وجدنا أفلاما مثل(جارات أبي موسى) لعبد الرحمان التازي المأخوذ عن رواية بنفس الإسم للكاتب أحمد التوفيق, وفي مجال انفتاح السينما على التراث الشعبي المغربي وجدنا فيلم (خربوشة) للمخرج حميد الزوغي الذي كتبه كل من الكاتب والناقد السينمائي خالد الخضري صحبة أخيه عبد الباسط الخضري، على سبيل المثال لا الحصر». ورأى أن هذه الظاهرة بدأت تأخذ اتساعا حيث قام السيناريست المغربي بلعيد بن صالح اكريديس بكتابة سيناريو مأخوذ من رواية (بونوار) للكاتب عثمان اشقرا سيقوم بإخراجه المخرج حميد الزوغي كما أن المخرج عبد الحي العراقي يسعى إلى لتحويل رواية «قطع مختارة : غراميات متعلم جزار) للكاتب محمد نيد علي إلى فيلم سينمائي. ولم تفت الكاتب الإشارة إلى اشتغال كتاب ونقاد سينمائيين بمجال كتابة السيناريو أو المساعدة في ذلك من أمثال الكتاب محمد صوف ومحمد شكري ومحمد اشويكة ونور الدين وحيد وسواهم. وفي السياق ذاته، رأى الناقد المغربي أن كتابة السيناريو تقدمت كثيرا في السنوات الأخيرة, بحيث أصبح المجال السينمائي المغربي يعرف كتابا جددا في هذا المجال, منهم من تخصص في كتابة السيناريو السينمائي بشكل أساس، ومنهم من اهتم بهذا المجال انطلاقا من مجال المسرح أو الفن الروائي والقصصي الذي يهتم به. وأضاف أن هؤلاء استطاعوا أن يفرضوا حضورهم من خلال الأفلام السينمائية المغربية التي تحققت من خلال ما كنبوه لها، كما أن اهتمام بعض الكتاب الروائيين المغاربة للكتابة للسينما أو عن السينما ( محمد صوف، يوسف فاضل، نور الدين وحيد وغيرهم ) فتح المجال لظهور نوع جديد من الأفلام السينمائية المنبنية على التسلسل السردي المحكم والرؤية الواسعة المتفهمة. كما أشار نور الدين محقق إلى أن اهتمام بعض المهرجانات السينمائية المغربية بإقامة ورشات تكوينية في مجال كتابة السيناريو دفع الكثير من المبدعين الشباب للسير في هذا المجال والرغبة في تطوير أدوات اشتغالهم فيه.