انتظر المخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجاج أشهرا للحصول على موافقة لعرض فيلم «كما قال الشاعر» في دمشق، غير أن مرور الوقت من دون جواب يعني أن الفيلم الذي اعده المخرج عن امكنة حل بها الشاعر محمود درويش ، ليس من المتوقع أن يحظى بالموافقة على عرضه. واعتبرمدير المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد، أن لديه «ملاحظات على الفيلم، وأفضل أن أقولها للمخرج أولا»، لكن المخرج الذي أكد أنه اتصل مرارا وتكرارا من دون أن يحظى حتى بالرد على اتصالاته، قال «قدمت الفيلم على أمل أن يجد طريقه للعرض في ذكرى ميلاد محمود درويش في مارس الماضي، وعرفت أن لجنة لمشاهدة الفيلم قد وضعت تقريرها، ولكن مع ذلك لم يجبني أحد». وتوقع المخرج حجاج أن يكون «ظهور الشاعر الإسرائيلي اسحق لاؤور في الفيلم هو السبب وراء عدم الموافقة». وحسب المخرج، فإن لاؤور يظهر في الفيلم يقرأ قصيدة محمود درويش «عندما يبتعد» من ديوانه «لماذا تركت الحصان وحيدا؟»، والتي يقول فيها الشاعر «لولا المسدس لاختلط الناي بالناي»، و»سلم على بيتنا يا غريب». وهي القصيدة التي رأى فيها كثيرون نوعا من التطبيع مع الإسرائيليين. أما المخرج حجاج فقال «حين يقول درويش عبارة «للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا»، ويعيد لاؤور وراءه العبارة نفسها، فإن العدو هو نفسه في العبارتين، أي إسرائيل». ويضيف «أريد أن أوضح أنه يمكن أن يكون يهودي إسرائيلي معاديا للصهيونية، وحينها فإنه يقف، مع محمود درويش، على نفس الأرض». ويوضح حجاج «مشكلتنا هي مع الفكرة الصهيونية». ويتحدث نصري حجاج عن مفارقة ما بعد عرض الفيلم حيث «غضب مني الإسرائيليون معتبرين أنني خدعت لاؤور، بينما اعتبر العرب أنني أطبع مع الإسرائيليين». وفيلم «كما قال الشاعر» صور في العديد من الأماكن التي زارها أو أقام فيها الشاعر الراحل، من مدن وفنادق ومدرجات قرأ فيها الشعر، من فندق «ماديسون» في سان جرمان، حيث كان ينزل في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، إلى مسرح الأوديون، وبيروت، وتونس، ومكتبه في مجلة الكرمل في رام الله، وبيته في عمان، وصولا إلى مسقط رأسه البروة (عكا)، وفي تل أبيب حيث قرأ اسحق لاؤور. واوضح المخرج إنه لم يصور بنفسه هناك بسبب عدم حصوله على تصريح بالدخول. وظهر في الفيلم عدد من الشعراء الذين قرأوا قصائد درويش بلغاتهم كدومينيك دوفيلبان، وزير الخارجية الفرنسي السابق، والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والشاعر الكردي شيركو بيكس. وقد عرض الفيلم حتى الآن في مهرجان للسينما الفلسطينية في لندن، وفي مسرح الأوديون بباريس، وفي دبي بحضور دوفيلبان وزوجته، وفي ميونخ، وتكساس، وفي المسرح البلدي في تونس، كما عرض في بيروت وحيفا في وقت واحد في فبراير الماضي.